سجدي الروقي يكتب : مراكز أبحاث " المجهولين!"


الاحد 31 مارس 2024 | 10:20 صباحاً
سجدي الروقي
سجدي الروقي
سجدي الروقي

عندما عجزت مراكز الأبحاث في العالم عن علاج ناجع للسكري والسرطان والأمراض المستعصية خرج لنا أطباء وأساتذة «واتساب» لا نعرفهم ولا ندري عن مستوياتهم العلمية، ليعلنوا عن اكتشافاتهم المذهلة لعلاج كل مرض عضال !

قبل أيام خرج لنا مواطن عربي وهو يحلف ويقسم أن مشاكلنا وأمراضنا سببها «الخبز» وأنه الداء الصامت، وحذر من أكله بمختلف أنواعه! هذا الشخص لم يذكر اسمه أو صفته أو اهتماماته أو شهاداته العلمية!

وبرغم ذلك تم تداول مقطعه بشكل كبير، وتعرفون أن انتشار المقطع ما هو إلا تصديق لأقوال «مجهول الهوية».

وبعد أيام انتشر مقطع لدكتور متخصص في التغذية «من نفس جنسيته» ليقول إن الخبز فيه من القيم الغذائية والفيتامينات ما هو ضروري للجسم البشري ولا يمكن الاستغناء عنه، وخرج آخر في مقطع يداوي المقعدين لسنوات في جلسة واحدة وبمسحة تعيد إحياء الحبل الشوكي والأعصاب وتجدد تدفق الدماء في الأوردة والشرايين، ولا بد لمثل هذا أن يستعين بشخص كشاهد «كومبارس» على قدرات هذا الطبيب الفذ وكيف أنه أعاد له الحياة بمسحة زيت وبنفذة ريق!

حتى الآن هناك من يصدق هذه القصص ولا يلام فالغريق يتشبث بقشة ويعرف أن القشة لا تنقذ حياته!

الغريب أن هذه المقاطع تمر مرور الكرام على الجهات الرقابية والصحية والمختصين دون تعقيب أو عقاب لمن يتلاعب بمشاعر الناس وحاجاتهم، والأغرب أن دكاكين العطارة تبيع الخلطات السحرية لكل مريض والوصفات الجمالية لكل سيدة تبحث عن الجمال والإنجاب.

برغم أن بعض الوصفات قد سببت التليف الكبدي وقرحات المعدة والتهيج الجلدي والوفاة أحيانا.

نعم هناك طب معترف به دوليا اسمه «الطب البديل» يعتمد على الأعشاب وله متخصصون ومراكز خاصة وتصاريح محددة لأمراض محددة، دراسات وأبحاث وتصنيع صحي لها وليست بالطريقة العشوائية للعطارين والمتطببين.

تحويلة:

تذكر دائما أن «مواقع التواصل» تعج بالغث والسمين والردئ والجيد وتأكد دائما من مصادر الأخبار محليا وطبيا وسياسيا، ولا تنس أن النكرات والمطبلين ليسوا معالم ثقة واعرف أن من يغرد خارج البلاد ليس قلبه على البلاد.

اقرا ايضا: سجدي الروقي يكتب .. هل أنت منهم ؟!

سجدي الروقي يكتب: المتقاعدين .. عاشر مره 

سجدي الروقي يكتب.. أبنائنا في الخارج 

سجدي الروقي يكتب .. كانت أمي في رمضان 

سجدي الروقي يكتب: فقط " لخطباء الجُمع"