الخطيب المفوه " قس بن ساعدة الإيادي ، لم يذكر التاريخ شخصاً أتى بمثل مايقول ولم يسكت الحشود في سوق عكاظ وكأن الارض خالية إلا ابن ساعدة، وهو أوّل من خطب متكئاً على عصا وأول من كتب: "من فلان إلى فلان" وأول من قال: "أما بعد" وأول من قال: "البينة على مَنْ ادَّعَى واليمينُ عَلَى من أنكر".
ومن خطبه الشهيرة التي كان ألقاها في سوق عكاظ: "أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا وَعُوا، مَنْ عَاشَ مَات، وَمَنْ مَاتَ فَات، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آت.. مطر ونبات وأرزاق وأقوات وآباء وأمهات وأحياء وأموات جمع وأشتات، لَيْلٌ دَاج، وَنَهَارٌ سَاْج، وَسَماءٌ ذَاتُ أبْرَاجٍ، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، ومهاد موضوع، وسقف مرفوع، ونجوم تَمور، وبحار لا تغور، وَنُجُومٌ تَزْهَر، وَبِحَارٌ تَزْخَر.. إِنَّ فِى السَّمَاءِ لَخَبَراً، وإِنَّ فِى الأرضِ لَعِبَراً، مَا بَاْلُ النَّاسِ يَذْهبُونَ وَلاَ يَرْجِعُون؟!، أرَضُوا فَأَقَامُوا، أمْ تُرِكُوا فَنَامُوا؟، تباً لأرباب الغفلة من الأمم الخالية والقرون الماضية. يا معشر إياد.. يا مَعْشَرَ إيَاد: أيْنَ الآبَاءُ والأجْدَادُ؟، وأيْنَ الفَرَاعِنَةُ الشِّدَادُ؟، أَلَمْ يَكُوْنُوا أكْثَرَ مِنْكُم مَالاً وأطولَ آجالاً؟، طَحَنَهُم الدهْرُ بِكَلْكَلِهِ، ومزَّقَهم بتطاوُلِه.. يقسم (قس) بالله قَسَماً لا إثم فيه إن لله ديناً هو أرضَى لكم وأفضل من دينكم الذى أنتم عليه، إنكم لتأتون من الأمر منكراً"..!
مااريد ان اصل اليه هو " الكليشة الاسبوعية" لخطباء الجمعة ! تكرار اسبوعي وحديث احياناً لا يمس حياة المصلي اليومية ! احدهم حدثنا عن قصة قبل الف سنه شخوصها رجل وحمار وسارق وغراب )!!
كيف تصرف هذا الرجل مع سارق وكيف ان الدعوة شلت أركانه !! هذه القصة يتحدث بها على شباب يحملون معهم اجهزة نداء سريعة وتحدد مواقعهم وغرف عمليات يحسب حضورهم بالدقائق !
لانريد خطب كـ " قس بن ساعدة" ولكن نريد من يتحدث عن مشاكل المصلي اليومية والسبيل إلى حلها ، نريد خطبة خاصة بتربية الإبناء ، وإدارة البيوت والإخلاص في العمل والتيسير على صاحب الحاجة !
وحفظنا ان شهر رمضان شهر الخير والصيام وان الأكل والشرب واخذ الأبر يفسد الصوم نعرف انه أنزل فيه القران وفيه ليلة خيراً من الف شهر ! ، نريدهم ان يحدثوا المصلين عن ان من اكل حقوق الناس ومن عق والديه ومن قطع رحمه ! ان صيامه مشكوك فيه وعليه اصلاح احواله ويمتنع عما يضر الناس قبل ان يمتنع عن الطعام والشراب .
والله المستعان