لا أعتقد أن هناك شخصا لم يسمع أو يعرف طرق الاحتيال عبر مواقع التواصل وأساليبها، ويتوجس خيفة من حيل جديدة ومبتكرة لضعاف الأنفس، الذين برعوا في التقنية ولكنهم سقطوا في الإنسانية وضعف إيمانهم ودينهم من أجل كسب بضع ريالات من غير وجهة حق، تطورت أساليب الخداع ولكن لم تتطور أخلاقهم وكسب المال الحرام بأي طريقة كانت.
شخص صدوق، ذو تعليم جيد ورب لعائلة ومحدود الدخل اتصل به أحد النصابين وناداه باسمه وأبلغه أنه قد كسب جائزة من المال قدرها 5000 دولار! رد عليه أنه لم يشترك في مسابقات ولا يعرف طرقها، فقال له واثقا وعادة ما يكونون ذوي أسلوب راق في التحدث، ولهم طرقهم في الإقناع!
قال إن الكمبيوتر قد أختارك وإذا لا ترغب، فإننا سنعطيها للمتسابق الثاني ونأسف على إزعاجك!
أخونا أخذ يهرش في رأسه الخاوي، وقال لا، أنا أحق بالجائزة وكيف السبيل إلى أخذها فقال كل ما عليك هو تزويدنا برقم بطاقة الصراف والرقم السري من أربعة أرقام وسيصلك رابط اضغط على الرقم واحد، وسيدخل المبلغ في حسابك خلال ثوان.
ب(برغم نداءات البنوك بعدم الافصاح عن الارقام السرية حتى لموظف البنك)
أخونا «النياتي» فكر وقال طالما بطاقة الصراف في جيبي، فأنا في أمان،
ولا يدري أنه سلمه «الخيط والمخيط»، ونسى أنه محمل بطاقته في جواله!
ما هي إلا دقائق وبدأت تتوالى المشتريات عبر مواقع البيع ألف وألفين وثلاثة وأربعة.
حتى أيقن أخونا أنه قد وقع في الفخ، وأنه ضحية لعملية نصب اتصل بالبنك لوقف البطاقة ولكن بعد أن تحولت أرقامها لأصفار!
آخرون وصلتهم رسائل «واتس آب» من أقرباء وأصدقاء يطلبون منهم تسديد قيمة مشتريات، ولم يكلفوا أنفسهم بالاتصال الصوتي بهم والتأكد خوفا من إحراجهم أحيانا، فيقعون في شباك النصب والاحتيال.
تأكد دائما أخي الكريم أن الرقم السري لحسابك المصرفي هو لك وحدك فلا تعطيه لمدير البنك ولو طلبه منك، وثق أن أي رسالة «واتس آب» تصلك ليست مضمونة 100%، والتأكد دائما يكون بالاتصال بالشخص نفسه، ولا تسيل لعابك لأي جوائز أو مكرمات من مجهول، واعرف أن الرقم 330330 وضعته هيئة الاتصالات السعودية من أجل الإبلاغ عن أي رقم مجهول يحاول ابتزازك.
تحويلة:
تذكر أنك تحمل في جيبك جهازا مرتبطا بالعالم، وكما أن له محاسن فله مساؤى فملايين «الحداقين» يريدون الوصول لما يحويه هذا الجهاز من أجل الكسب المادي أحيانا، ومن أجل الابتزاز أحيانا كثيرة، فتعامل معه بحذر وابتعد عن المواقع المشبوهة لكي تأمن، فالقانون لا يحمي المغفلين.
والله المستعان