تسبب المخاطر الصحية المرتبطة بسرطان الثدي في تخصيص شهر أكتوبر من كل عام للتوعية بهذا المرض الأكثر شيوعًا بين النساء عالميًا، بهدف تعزيز الكشف المبكر وزيادة الوعي حول مخاطره.
موقعكم صحيفة السعودي اليوم يقدم لكم عوامل انتشار سرطان الثدي بين النساء الأصغر سنًا، بالإضافة إلى الأسباب المحتملة للإصابة، وتأثيره على الحالة النفسية للمرأة، ووسائل الوقاية والعلاج، من خلال آراء مجموعة من الأطباء المتخصصين.
عوامل الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء الأصغر سناً
أوضح الدكتور أسامة الخطيب، أخصائي الأمراض الباطنية الأردني، أن هناك عدة عوامل وراء الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء الأصغر سناً، تتنوع بين العوامل الوراثية والهرمونية ونمط الحياة.
بعض النساء قد يحملن طفرات في الجينات المرتبطة بالمرض
قال الخطيب إلى أن بعض النساء قد يحملن طفرات في الجينات المرتبطة بالمرض مثل BRCA1 وBRCA2، مما يزيد من احتمالية الإصابة في سن مبكرة، إلى جانب وجود 'تاريخ عائلي' للإصابات.
كما ذكر أن العوامل الهرمونية تلعب دورًا مهمًا، خاصة إذا كانت هناك فترات طويلة للطمث مثل بدء الدورة الشهرية مبكرًا أو انقطاعها متأخرًا، مما يعرض النساء لمستويات أعلى من هرمونات مثل الاستروجين والبروجستيرون. وحذر من تأثير السمنة، حيث تزيد زيادة الوزن بعد انقطاع الطمث من خطر الإصابة، بالإضافة إلى عوامل أخرى تتعلق بنمط الحياة مثل التعرض للإشعاعات، والتغذية غير الصحية، وشرب الكحول، وقلة النشاط البدني.
الحالة النفسية للمرأة تؤثر بشكل مباشر على جهاز المناعة من خلال زيادة هرمونات التوتر
من جانبه، ذكر الدكتور عبدالله أبو عدس، استشاري الطب النفسي، أن الحالة النفسية للمرأة تؤثر بشكل مباشر على جهاز المناعة من خلال زيادة هرمونات التوتر. وأشار إلى أن القلق والاكتئاب يمكن أن يسهموا في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، كما أن المرض نفسه يؤدي إلى أضرار نفسية كبيرة للمصابين.
وأضاف أبو عدس أن الحالة النفسية غير المستقرة قد تدفع الأفراد نحو سلوكيات سلبية مثل التدخين وتعاطي المواد المخدرة، مما يفاقم المشكلات الصحية.
كما أن التوتر المزمن قد يؤثر على إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون مهم لدعم المناعة، في حين أن ارتفاع مستويات الكورتيزول نتيجة الإجهاد قد يقلل من قدرة الجهاز المناعي على مواجهة الخلايا السرطانية.
ماذا يجب على النساء فعله؟
قدم مختصو الأمراض الباطنية والصحة النفسية والنظام الغذائي نصائح هامة للسيدات للوقاية من سرطان الثدي وعلاج المصابات بشكل أسرع. شدد الدكتور الخطيب على أهمية الفحوصات الدورية مثل تصوير الثدي بالأشعة السينية للكشف المبكر.
كما دعا إلى ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحي، مع ضرورة الإقلاع عن التدخين والحد من استهلاك الكحول.
أهمية اتباع نظام غذائي متوازن كجزء من الوقاية
وأكدت الطبيبة ربى العباسي، أخصائية التغذية العلاجية، على أهمية اتباع نظام غذائي متوازن كجزء من الوقاية، موضحة أهمية 'نظام البحر الأبيض المتوسط' الذي يركز على تناول الخضروات والفواكه والمكسرات والحبوب الكاملة.
وأكدت العباسي على ضرورة تضمين زيت الزيتون والدهون الصحية، مع تجنب الدهون المشبعة والدهون المتحولة، بالإضافة إلى التركيز على تناول الأسماك كبديل صحي للحوم الحمراء، وتجنب الأطعمة المصنعة الغنية بالسكريات والدهون الضارة.
التعامل مع سرطان الثدي يتطلب توازنًا بين الصحة الجسدية والنفسية
كما اعتبرت العباسي أن 'البكتيريا النافعة' تلعب دورًا في العلاج وتقليل مخاطر الإصابة. من الناحية النفسية، أكد الدكتور أبو عدس على أهمية الدعم النفسي خلال مراحل تشخيص وعلاج المرض، مشددًا على أن دعم النفس يعتبر مكملًا ضروريًا لجهاز المناعة العضوي، وأن التعامل مع سرطان الثدي يتطلب توازنًا بين الصحة الجسدية والنفسية.