سجدي الروقي يكتب: الهروب الكبير !


السبت 27 ابريل 2024 | 11:59 صباحاً
سجدي الروقي
سجدي الروقي
سجدي الروقي

يُقال إن 25 مريضاً هربوا من مستشفى للأمراض النفسية، ولم يبق إلا شخص واحد في العنابر الخالية، وانتشروا بالبلدة وتوقف التعليم، وأغلقت المحلات أبوابها، وتوقفت حركة المرور، وجمع السكان أولادهم خوفاً من سطوة الهاربين، خاصة أن غالبيتهم من الحالات الخطرة، وبعد أن عجزت قوى الأمن والمتطوعون عن تجميع هذا العدد الكبير، تقدم المريض المتبقي إلى مدير المستشفى، وقال «أنا باستطاعتي أن أجمعهم في أقل من ساعة».. أعطي الفرصة فلا حلول بديلة، ولكن قالوا له كيف باستطاعتك أن تجمع هذا العدد الكبير؟!

قال كُنا نلعب لعبة القطار السريع، وكانوا يحبونها كثيراً، وتسعدهم، طلب «صافرة» فقط، وقال للمدير: أنت أول راكبي القطار في الشارع الرئيس بالبلدة، وافق المدير على مضض فتمسك بأكتاف السائق، وأخذ السائق يصفر ويصيح ويهرول «توت توت هذا القطار السريع»، وما هي إلا دقائق أخذ يتجمع الواحد والاثنان والعشرة والعشرون في خط طويل، وكل يمسك بأكتاف من أمامه حتى دخلوا ساحة المستشفى وأغلقت الأبواب من خلفهم.

الغريب أن عدد الهاربين 25 مريضاً، والأعداد التي جمعها القطار الوهمي داخل المستشفى تجاوز المائة شخص!!

وهذا حال مواقع التواصل اليوم من (سناب وتويتر وواتس) فلعل معتوها واحدا يجُر مئات العقلاء بمعلومة خاطئة، وبمقطع مفبرك وبدعاية مغرضة.

وجد التوافه والسذج ضالتهم في هذا الربط الإلكتروني، وهمش المفكرون والقادة وذوو التجارب والعلم.

استغلها المتربصون والحاقدون من خارج البلاد للإضرار بالبلاد، وتجريم قادته وأنظمته أحياناً بعباءة رجل الدين، وأحياناً بقلم المفكر بأسماء مستعارة لقبائل وعوائل معروفة، وسار قطارهم لجمع سذج القوم وبغبغات المجتمع.

الآن ادخل في «السناب شات»، وشاهد الملايين، الذين يتابعون «وذ لبشه»، وابحث عن بروفيسور أو أستاذ جامعي ذي محتوى بناء وهادف، وانظر كم عدد متابعيه.

ترى لو ملكت «صافرة القطار السريع» كم سينجر وراءها من البشر؟!

تحويلة:

تذكر أنه بأخلاقك تأسر قلوب مَن حولك وليس بمالك. الأخلاق هبة من الله لا يمكن أن تصطنعها، وهي الصفة الوحيدة والشخصية، التى يفشل الشخص أن يتقمصها مهما حاول مرة تلو مرة. والله المستعان.

اقرا ايضا: سجدي الروقي يكتب: العودة إلى مقاعد الدراسة

سجدي الروقي يكتب: حين عادت الحياة ! 

سجدي الروقي يكتب : مراكز أبحاث " المجهولين!" 

سجدي الروقي يكتب .. هل أنت منهم ؟! 

سجدي الروقي
سجدي الروقي يكتب الهروب الكبير