في تطور مهم في مجال الصحة العامة، كشف استشاري الأمراض المعدية الدكتور عبدالله بن مفرح عسيري عن نتائج دراسة حديثة تضع نهاية للجدل المستمر حول تأثير الموجات اللاسلكية على صحة الإنسان.
وجاءت هذه النتائج بعد مراجعة منهجية لـ63 دراسة من 22 دولة، حيث قدمت أدلة قوية على أن استخدام الهاتف المحمول والتعرض للذبذبات الصادرة من أبراج الإرسال لا يرتبطان بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
وأفاد الدكتور عسيري، في تصريحات نشرها عبر حسابه على منصة "إكس"، أن مراجعة الدراسات أظهرت بوضوح عدم وجود علاقة بين استخدام الهواتف المحمولة وسرطان الدماغ، أو أي نوع آخر من السرطان في الرأس أو الرقبة. وقد تم التوصل إلى هذا الاستنتاج بناءً على تحليل دقيق وشامل للبيانات التي تم جمعها من مختلف الدراسات التي تناولت هذا الموضوع.
وفي تفاصيل أكثر، أوضح الدكتور عسيري أن الدراسات شملت مجموعة متنوعة من الأبحاث التي استخدمت تقنيات مختلفة لقياس تأثير الموجات اللاسلكية. وتم تقييم البيانات بناءً على معايير علمية صارمة، ما ساهم في تقديم نتائج موثوقة تدعم استنتاج عدم وجود علاقة بين التعرض للموجات اللاسلكية وأمراض السرطان.
علاوة على ذلك، أكد الدكتور عسيري أن البيانات التي تمت مراجعتها شملت أيضاً دراسات تتعلق بتأثير أبراج الإرسال على الأطفال. وأظهرت النتائج عدم وجود علاقة بين التعرض للذبذبات الصادرة من هذه الأبراج وسرطان الدم لدى الأطفال. هذا الكشف يعتبر خطوة هامة في تبديد المخاوف التي أثيرت حول تأثير هذه الأبراج على صحة الأطفال في الماضي.
وقد لاقى الإعلان عن هذه النتائج صدى إيجابياً في الأوساط العلمية والصحية، حيث أكد العديد من الخبراء أن هذه الأدلة تعزز الثقة في أمان استخدام التكنولوجيا اللاسلكية، وتساهم في تقليل القلق العام حول المخاطر الصحية المحتملة. وعلى الرغم من أن هذه النتائج تقدم وضوحاً حول موضوع كان محل جدل، فإن الباحثين يؤكدون على أهمية استمرار الدراسات لمتابعة أي تأثيرات محتملة قد تظهر في المستقبل.
في الختام، تقدم هذه الدراسة رسالة مطمئنة للمستخدمين حول العالم، مشيرة إلى أن الاستخدام اليومي للهواتف المحمولة والتعرض للموجات اللاسلكية لا يشكلان خطراً على الصحة كما كان يُعتقد سابقاً. ومع ذلك، يظل من الضروري مواصلة البحث والمراقبة للتأكد من استمرار سلامة هذه التقنيات.