في مثـل هذه الأيَّـام تنشـطُ منـاسبـاتُ الزواجات والتي تـوافق العطلـةَ الصيفيـة ، فتكـون الفرصـةُ سانحـةً ومواتيـةً للاجتمـاع والالتفـاف الحمـيم بيـن العـائـلة ، بل وأصدقـاء الدراسـة في مراحـلهـا المختلـفة ، فربـما انقطعـت بهـم اللقـاءات لفتـراتٍ طويـلـة ؛ إمَّـا لمشـاغـل الحيـاة المتراكمة ، أو للظـروف الجغرافيـة الصعبـة ، وأيـًّا كانت تلك الظروف
( فمناسباتُ الزواجات ) جسر تواصل ، ونقطةُ تجمعٍ تنهـمِـرُ في ساحهـا ابتسـامـاتُ الشـوق ،
وتنتشرُ في أجوائها مشاعـرُ الأخـوة
فلا صوت يعـلو على لسـانٍ يرسـلُ باقاتِ السلام والإطمئنان المُتـبادل ، ولا إنصات إلا نحو أسئلة حميميةٍ حاضرة في هذه الساعة المباركة
وقد قيل : إن أهداك وقتك ساعة ، فاجعلها للجماعة
وأنت في تلك الأجواء الفرائحية ترسل بصرك فلا يقع إلا على اثنين يتجاذبون الحديث ، أو مجموعة يتبادلون النقاشات فيما بينهم ، فلا أعتقدْ أنَّ هناك مايُكدِّر صفوَ أحاديثهم ، وحسن مجلسهم إلاَّ ( منبر الزواجات ) وبرامجه التقليديَّة ، وفقراته المتكررة !
هذا الإعتقاد لم أستطعْ إبداؤه لأحد الأحبة حينما طلب مني تقديم حفله المنبري في زواج أبنائه مطلع الأسبوع الماضي ، وبالرغم من إيماني بفكرة إلغاء المنابر الخطابية في مناسبات الزواج منذ وقتٍ طويل إلاَّ أنَّي وافقتُ ووقفتُ ، ثمَّ جعلتَ لقولي حلاوة ، وعليه طلاوة ، وأطنبتُ وواريتُ واستعرتُ ، وبرغم هذا إلاَّ أنَّ القلوبَ انفضَّت من حولي ؛ لتنشغل بمن حولها ، وماكان هذا ليحدث لو أنَّ ( منابر الزواجات ) امتلكت أهم عناصر المنبر وهي ( إنصات المتلقي ) وإن كان صعبًا بل مُستحيلاً في هذه الأجواء الصاخبة
هذا بإختصار مايفتقدهُ ( منبر الزواجات ) لا كغيره من ( المنابر ) الأخرى التي تمتلك إنصات المتلقي ، وحضور ذهنه ، فتكون ذات أثرٍ وإيثارة .
فهل آن الأوان لإلغاء فكرة منبر الزواجات ؟