لدي قناعة أن عمليات البيع والتسويق والمعاملة التجارية في ” أمريكا ” ، هي الأفضل على مستوى العالم ، من لحظة دخولك للمتجر وحتى رضاك على قرار الشراء وبعد تجربة السلعة التي اشتريتها ” خدمة ما بعد البيع ” ، مروراً باحترافية البائع وابتسامته لحظة دخولك المتجر . أما سياسة التخفيض هناك ، فلا جدال على أن ليس لها مثيل إلا في أوروبا . فهناك يكون التخفيض على أصوله . يعني عندما يعلن المتجر أن تخفيضاته على سبيل المثال هي %50 فهي بالفعل كذلك . ولهذا ينتظر الناس موسم التخفيض لشراء ما يحتاجونه وهم مطمئنون على أن لا خداع ولا تمويه عليهم .
أما هنا .. فحدث ولا حرج . فرغم قناعتي بأن الغالبية العظمى يمارسون الخداع على المستهلك ، إلا إني سأقول ” بعض ” الشركات والمحلات يمارسون بكل وقاحة سياسة الكذب المبطن . وعلى سبيل المثال ، يحدد البعض منهم نسبة التخفيض ما بين %10 و %75 ، وعندما تمني نفسك بأنك ستحصل على نسبة تخفيض محترمة تتفاجأ بأن النسبة الكبرى لسلع لا قيمة فعلية لها ، بينما السلع الكبيرة يكون تخفيضها في الحد الأدنى ولسلع معينة ومحدودة .
صورة أخرى من صور التلاعب ، حينما يكتب أحد المتاجر ” أشتر واحدة وخذ الثانية بالمجان ” فتذهب مسرعاً ليفاجئك البائع بسلع رخيصة ، بينما السلع الرئيسية لا ينطبق عليها ذلك الإعلان التسويقي الكاذب . وصورة ثالثة عندما تجد إعلان التخفيض على واجهة المحل على مدار العام .
في وزارة التجارة جهود كبيرة تذكر فتشكر الإدارات القائمة فيها على حماية المستهلك ، لكن ما نراه في الواقع من تلاعب ” البعض ” بقضية التخفيضات ، يحتاج للمزيد من المتابعة والعقوبات .
بيع التجزئة يعتبر أحد أهم مفاصل الحركة الاقتصادية في أي بلد . ولهذا يتم اختيار إدارات التسويق والبيع في العالم بكل دقة ، بحيث يخضع المتقدمون لوظائف البيع لاختبارات دقيقة ، مع دورات تأهيلية لكل عملية من عمليات البيع مهما كانت بسيطة قبل مباشرة العمل . لكن يبدو أن غالبية الشركات هنا تعتبر وظيفة البيع في المتجر ، وظيفة هامشية يمكن لأي متقدم القيام بها .
عندما يفقد المستهلك الثقة بالشركة التي تكذب عليه بعروض مضللة ، أو بالمتجر الذي يهمله بعد البيع ، أو بتخفيضات غير حقيقية فيها تلاعب بالعبارات ، فإن تلك الشركة أو ذلك المتجر سيخسر إن لم يكن عاجلاً فحتماً سيكو ن آجلا .
ولكم تحياتي