محمد البكر يكتب:هلال الطويرقي وعشقة لنادية


الخميس 13 يونية 2024 | 02:52 مساءً
الكاتب محمد البكر
الكاتب محمد البكر
محمد البكر

كلكم تعرفون اسم هلال الطويرقي سواء كنتم من الرياضيين أو من رجال الأعمال، ولمن لم يكن في حقبة هلال في بداية حياته الرياضية، أخبرهم بأنه كان يلعب في مركز حراسة الفريق الاتفاقي العريق . وكأي إنسان شغوف وطموح، فقد واصل عشقه لناديه فكان أحد الثلاثة الرموز للعصر الذهبي للاتفاق مع الصديقين العزيزين عيدالعزيز الدوسري والكابتن خليل الزياني . وفي نفس الوقت شق طريقه في رحلة المال والأعمال .

عندما كنت أُقلّب أوراقي القديمة ، وقع نظري على قصة إنسانية كان ” بو خالد ” أحد عناصرها . تلك القصة أرسلها لي والد إحدى الفتيات السعوديات التي كانت تتمنى أن تلتحق بكلية الطب، إلا أنها لم تقبل بحسب ظروف المنافسة مع بقية الطالبات . وقد طلب الوالد الإشارة عبر أحد مقالاتي عن قصتها وعن انهيارها عندما لم تقبل في كلية الطب . حينها كدت أرد على والدها لإخباره بأن لا واسطة في مثل هذه الحالات . إلا أنه وفي الوقت الذي كنت أتردد في محادثته ، إذ به يتصل بي ليخبرني بأن هناك ما يسمى ” الطب الموازي ” . أي الدراسة على حساب الطالبة . كانت تكاليف السنة الواحدة في ذلك الوقت حوالي خمسين ألف ريال .

لم أكن مقتنعاً لكتابة مقال عن هذه القصة لإيماني بأن حلها في غاية الصعوبة . وبينما كنت أفكر في كيفية المساعدة ، رنّ هاتف مكتبي وكان المتصل د. هلال الطويرقي لمناقشتي في أمر رياضي . تحدث في الموضوع الذي اتصل لأجله ، وقبل أن ينهي الاتصال تشجعت وأخبرته بقصة تلك الفتاة ومناشدة والدها للمساعدة . سألني عن التكاليف السنوية وبعض الأسئلة الأخرى ثم انتهت المكالمة؛ كوني لم أطلب منه أي شيء .

بعد ثلاث ساعات دخل عليّ رجل يحمل ظرفاً مغلقاً وعندما سألته عما بداخله ، قال أعطاني أياه صاحب الشركة هلال الطويرقي وأنا لا أعرف ما بداخله . أجلسته ثم اتصلت بهلال وقال لي: في الظرف خمسون ألف ريال عن السنة الأولى من دراسة البنت . وقد صدمني كلامه وأعدت الظرف للمرسول بسرعة . قلت له: لا يمكن استلام هذا المبلغ وكل الذي أستطيع فعله هو تزويدك برقم والدها لتجتمع به ، أما أنا فقد انتهى دوري عند هذه النقطة.

تفهم كلامي وأرسلت له رقم والدها ومن ذلك الوقت لا أدري ما الذي حدث بينهما ، وعن الفتاة التي أتمنى أن تكون قد حققت حلمها في مجال الطب .

الكثير من القصص ظلت طي الكتمان منذ أكثر من عشرين سنة ، ورأيت اليوم ذكرها تقديراً لهذا الإنسان النبيل الذي لم أره أو أتواصل معه منذ خمس سنوات عندما جمعتنا دعوة من الشيخ بندر العتيبي أحد خطباء جوامع الدمام والاتفاقي العريق .

بيت القصيد: أفعل الخير ولا تنتظر المقابل . 

ولكم تحياتي