توقفت كثيراً عند مقاطع منتشرة من مطارات عدة دول إسلامية ، يظهر فيها رجال الجوزات السعودية وهم ينهون إجراءات الحجاج لدخول للمملكة قبل مغادرتهم لمطارات دولهم ، بما فيها أخذ البصمات والتأكد من صحة تأشيرات الحج . بل وتعدت تلك التسهيلات إلى تنظيم وصول حقائب كل حاج إلى مقر سكنه دون عناء . ومع ذلك لم أشأ تخصيص مقال عن هذه المبادرة رغم أهميتها حتى لا أتجاوز الخدمات العظيمة التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن في موسم الحج .
حكومتنا الرشيدة- أيدها الله- تعمل ما بوسعها لخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن بعيداً عن وسائل الإعلام ، إلا أن تطاول بعض المنتفعين والسماسرة وعصابات الأخونج وأصحاب الأجندات ، على المملكة وقيادتها ، وتلفيق التهم وتمرير بعض المغالطات على أنها حقائق ، يدفع كل منا للوقوف صفاً واحداً للدفاع عن وطننا وقيادتنا .
تأشيرة الحج والعمرة إذا كانت للمرة الأولى تقدم بالمجان ولا عليها حتى رسوم إدارية . أما من يتحدث عن ارتفاع تكاليف الحج ، نقول له أن المستفيد من ذلك هم السماسرة في تلك الدول ، فالحاج يدفع 70 % من تلك التكاليف لأولئك السماسرة في بلده وقبل وصوله للمملكة ، ثم يدفع الباقي للسكن والتنقلات والطعام والهدايا التي يحملها عند عودته لوطنه .
وحتى لا يكون ما ذكرته مجرد كلام ، أذكر القارئ بالأرقام التي تحكي جزءاً بسيطا مما تقدمه المملكة لضيوف الرحمن . ففي موسم حج العام الماضي جهزت وزارة الصحة 32 مستشفى و 14 مركز صحي متكامل واستقبلت أكثر من 76 ألف حاج وحاجة ، وأجريت فيها 23 عملية قلب مفتوح ، و 162 عملية قسطرة ، و 385 عملية غسيل كلى ، وتعاملت مع 1590 حالة حرجة ، وجهزت 760 سرير للعناية المركزة ، وأجرت 830 عملية منظار ، وخصصت 32000 ممارس صحي من مختلف مناطق المملكة .
لكم أن تتصوروا أن ما ذكرته لا يخص إلا وزارة واحدة من بين وزارات المملكة المشاركة في موسم الحج . فهناك آلاف الجنود والقيادات الأمنية من مختلف القطاعات العسكرية للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن والتصدي لمن تسول له نفسه الخروج عن نسك العبادة واحترام الأماكن المقدسة .ولعلكم تذكرون بأن تلك الجهات قد نجحت ولله الحمد في إدارة الحشود ليلة 27 من رمضان الماضي حين تجاوز عدد المعتمرين في تلك الليلة مليونين ونصف المليون معتمر . وقس على ذلك كل الوزارات مثل التجارة وحماية المستهلك والاتصالات والطرق والبلديات .ناهيك عن آلاف مؤلفة من الشباب والكوادر السعودية المتخصصة تجندهم حكومتنا الرشيدة لخدمة الحجيج بكل رحابة صدر . ناهيكم عن التعاقد مع أكثر من 4000 عامل نظافة ليقوموا بتنظيف وغسل كل شبر من الأماكن المقدسة عشر مرات كل يوم . وكل هذه الميزانيات الضخمة هي من ميزانية الدولة أعزها الله .
بيت القصيد: دافعوا عن وطنكم وقيادتكم فالأعداء كثر .
ولكم تحياتي