سوق تخزين الكهرباء يشهد منافسة قوية بين العديد من الدول، لتحقيق أرقام قياسية، ولكنها فى الوقت نفسه تواجه تحديات كبيرة ، في مقدمتها غياب السياسات الداعمة ومدى الجاذبية الاقتصادية للبطاريات في الوقت الراهن.
تخزين الكهرباء
الاضافات القياسية لتخزين الكهرباء
وطبقا لمؤسسة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس، في تقرير حديث، من المتوقع ان تحقق الإضافات القياسية لتخزين الكهرباء عالميًا معدل نمو سنويًا مركبًا 23%، أو 88 غيغاواط بحلول عام 2030، ما يمثّل 5.3 مرة من السعة المركبة عام 2022.
وكان عام 2022م سعيدا لسوق تخزين الكهرباء ،حيث حققت ارقام قياسية بإضافة نحو 16 غيغاواط من السعة، محققة نسبة نمو سنوية 68%، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
اقرأ ايضا:تضاهى ناطحات السحاب.. العالم يدخل عصر توربينات الرياح العملاقة قريبًا وشبح انهيار الموانئ يهددها
الصين فى المقدمة
كشفت العديد من الدول عن أهداف طموحة لتخزين الكهرباء بلغ إجماليها أكثر من 130 غيغاواط بحلول عام 2030،ولكن بلومبرغ نيو إنرجي فايننس حذرت من أن الطلب المتوقع قد يكون بطيئًا لدفع هذه الخطط، بسبب عدم وضوح السياسات الداعمة لسوق تخزين الكهرباء.
وعلى الرغم من تخصيص بعض الحكومات ملايين الدولارات لدعم نشر تخزين الكهرباء، ما زالت هناك مشكلة أساسية قائمة متمثلة في أن البطاريات ليست جذابة اقتصاديًا في معظم أنحاء العالم.
وتوقع التقرير أن تتفوّق الصين على الولايات المتحدة، وتصبح أكبر سوق لتخزين الكهرباء عالميًا بحلول عام 2030، إذ رفعت بلومبرغ تقديراتها بشأن السعة المتوقعة لدى بكين بنسبة 66%.
وعلى الجهة الأخرى، تسببت تأخيرات تسليم المشروعات في إبطاء العمل على توسع سوق تخزين الكهرباء في الولايات المتحدة، ومنها تأخير 7.2 غيغاواط في عام 2022.
اوربا والشرق الاوسط
بينما نجحت منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في إضافة 4.5 غيغاواط خلال العام الماضي، مع توقعات أن يستمر ذلك الأداء حتى عام 2025.
وأرجع التقرير ذلك إلى أسعار الكهرباء المرتفعة، والبرامج الحكومية التي تحفّز نشر بطاريات تخزين الكهرباء في المنازل.
تخزين الطاقة
ارتفاع تكاليف نظام التخزين
دفع ارتفاع تكاليف نظام تخزين الكهرباء الشركات إلى التحرك نحو مواد أقل تكلفة في تصنيع البطاريات، مثل فوسفات الحديد الليثيوم.
وتوقع التقرير استمرار نمو الحصة السوقية لبطاريات فوسفات الحديد الليثيوم حتى عام 2026، مع قيام المزيد من صانعي البطاريات في الصين بإنتاج ذلك النوع، نظرًا إلى التكلفة المنخفضة وعمرها الأطول.
وبعد عام 2027، من المتوقع أن تكون بطاريات أيون الصوديوم أكثر شيوعًا مع نمو الطلب على بطاريات تخزين الكهرباء.
كما توقعت بلومبرغ نيو إنرجي فايننس أن تظل منطقة آسيا والمحيط الهادئ -بقيادة الصين- محافظة على ريادتها في تحقيق إضافات جديدة مع سعة متوقعة تبلغ 39 غيغاواط سنويًا، لتمثل 44% من التركيبات العالمية بحلول عام 2030.
ويُشار إلى أن أسواقًا، مثل اليابان وكوريا الجنوبية والهند، قد وضعت أهدافًا طموحة مع تخصيص دعم لمشروعات تخزين الكهرباء.
وعلى سبيل المثال، أعلنت الحكومة اليابانية برامج دعم سنوية للبطاريات على نطاق المرافق، في حين حددت كوريا الجنوبية هدفًا لتخزين الكهرباء عند 25 غيغاواط بحلول عام 2036.
تحقق نمو سريع
ومن المتوقع أن تنجح منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في تحقيق نمو سريع حتى نهاية العقد، لتستحوذ على 24% من سوق تخزين الكهرباء عالميًا في عام 2030.
ووفقًا للتقرير، شهدت دول تلك المنطقة تخصيص أكثر من مليار يورو (1.06 مليار دولار) لمشروعات تخزين الكهرباء العام الماضي، وذلك في عدة دول مثل اليونان ورومانيا وإسبانيا وكرواتيا وفنلندا وليتوانيا.
الولايات المتحدة السوق الاكبر لتخزين الكهرباء
على صعيد الأميركتين، من المتوقع استحواذ دول تلك المنطقة على 21% من سعة تخزين الكهرباء السنوية بحلول عام 2030.
ورغم أن الولايات المتحدة تُعدّ أكبر سوق لتخزين الكهرباء بدعم من مشروعات كبيرة في كاليفورنيا وتكساس، فإنها شهدت -مؤخرًا- موجة من التأخيرات نتيجة ارتفاع التكاليف في الوقت الذي يواصل فيه مشغلو الشبكة الكهربائية شراء بطاريات التخزين المقترنة بالطاقة الشمسية من أجل موثوقية النظام.
بينما من المتوقع أن تمهد إصلاحات السوق في تشيلي إلى تحقيق إضافات أكبر لتخزين الكهرباء في أميركا اللاتينية.
وبصفة عامة، يمكن أن توفر السعة المتزايدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح عبر تشيلي والبرازيل ونقص الاستثمار في الشبكة بالمكسيك فرصًا لتعزيز سوق تخزين الكهرباء.