لا أدري إن كان ما سأطرحه في هذا المقال عن مطار الملك فهد سيختلف عما طرحته وكررته عدة مرات منذ أكثر من عقد من الزمن , فالحال هو الحال , والتذمر من سكان الشرقية حوله لم ينقطع ذات يوم ، فالأمور لم تتحرك قيد أنمله ، على الرغم مما شهدته وتشهده المنطقة من تطورات هائلة وازدهار في كل محافلها بدعم منقطع النظير من قبل قيادة وطننا أيدها الله ، وفق رؤية المملكة المباركة بقيادة سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبمتابعة واهتمام من قبل سمو أميرها سيدي الأمير سعود بن نايف يحفظهما الله , تناقض غريب بين ما وصلت إليه المنطقة من تطور كبير ، وبين مطار متعثر لم يصلح حاله بالرغم مما كُتب عنه منذ سنوات طوال , هذا هو الواقع فقد.
كما قلت في بداية المقال إني أخشى من تكرار ما كتبته وكتبه غيري عن هذا المطار , ومع ذلك لا بد من طرح قضية مطار الملك فهد ، ووضعها على طاولة المسئولين في هيئة الطيران المدني وشركة المطارات واللتين يرأس مجلس إدارتيهما معالي وزير النقل , ولعل من يشهد النقلات المتتالية والرائعة في مشارع الطرق بالشرقية ، يتعجب من عدم التقدم في حل مشاكل هذا المطار الذي يخدم شريحة عريضة من المواطنين والمقيمين والحركة الاقتصادية – التجارية والصناعية والسياحية – وكلها من مستهدفات تنويع الدخل القومي حسب رؤية المملكة 2030 .
لكل مشكلة حل , ومشكلة مطار الملك فهد لا بد أن يكون لها حل , فكون تلك المشكلة قديمة لا يعني نسيانها أو تجاوزها , وأنا على يقين بأن تلك الحلول ليست غائبة عن معالي الوزير ولا عن مسئولي هيئة الطيران وشركة المطارات .
كم أتمنى من أولئك المسئولين ، إرسال مندوب عنهم لزيارة مواقف مطار البحرين أثناء الإجازات القصيرة والطويلة ليرى أن أكثر من % 90 من شاغري تلك المواقف ذات – المدد الطويلة – هم من السعوديين أو الأجانب العاملين والمقيمين في المملكة , ناهيك عن عدد رحلات شركات الطيران الخليجية من وإلى مطار الملك فهد؛ كونها رحلات ترانزيت تغذي مطاراتهم من المسافرين لمختلف مطارات العالم , مما يعني بأن عذر قلة عدد المسافرين هو عذر مردود على صاحبه .
قلت في مقال سابق إن المسافر السعودي الذي يريد السفر لمختلف دول العالم ، يحتاج إلى ساعات طويلة وجهد متعب مع أطفاله وهم ينتظرون الفرج في قاعات الترانزيت, فرحلة الخمس ساعات على سبيل المثال تصبح عشر ساعات أو أكثر سواء عند الذهاب أو الإياب .
لقد أصبحت بعض مطاراتنا المنتشرة في مناطق المملكة ، أفضل بكثير من مطار كان في يوم من الأيام أهم محطة جوية في منطقة الخليج العربي , وبالتأكيد من عمل على نجاح تلك المطارات لن يعجزه عن تكرار ذلك في مطار الملك فهد, أما إذا بقي الحال على ما هو عليه ، فإن المنطقة وعلاوة على ما ذكرت ، ستفقد مصدراً مهماً من مصادر الدخل القومي في جانبه السياحي .
ولكم تحياتي
اقرا ايضا: محمد البكر يكتب:شهادة الامتثال يا معالي الوزير !؟ وماذا بعد