تعتمد بيلاروسيا علي الطاقة النووية بشكل كبير لتوفير إمدادات الكهرباء بما يكفي سد معدلات الطلب المحلي المتنامية والت يقترب تعداد سكانها من عشرة ملايين نسمة .
وتسعي مينسك لتعزيز انتاجها من الطاقة النوويةل مساعدتها على تحقيق أمن الطاقة عبر الحد من -أو حتى تقليص- واردات الكهرباء؛ بما يُسهم في تعزيز مساعي الدولة الحبيسة الكائنة في شرق أوروبا في مسار التنمية الشاملة والمُستدامة.
اقرأ ايضا:استمرار خسائر النفط للأسبوع الرابع على التوالى..وارتفاع الدولار كلمة السر
بيلاروسيا توصيل المفاعل الثاني من محطة الطاقة النووية
ولدعم هذه الخطوات ،قامت بيلاروسيا بتوصيل المفاعل الثاني من محطة الطاقة النووية في بيلاروسيا بشبكة الكهرباء الوطنية، بينما تسعى البلاد لاستغلال السعة الكاملة للمحطة، حسبما أوردت وكالة رويترز نقلًا عن وزارة الطاقة البيلاروسية.
وبُنيت محطة الطاقة النووية الوحيدة في بيلاروسيا بالقرب من مدينة أوستروفيتس الواقعة بمنطقة هرودنا، بواسطة عملاقة الطاقة النووية الروسية روساتوم، وبتمويل روسي عبر قرض قيمته 10 مليارات دولار أميركي، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
من المتوقع أن يدخل المفاعل الثاني من محطة الطاقة النووية في بيلاروسيا، سعة 1200 ميغاواط، حيز التشغيل الكامل في وقت لاحق هذا العام (2023)، وسط توقعات بأن تدعم المحطة إمكانات الكهرباء في البلاد.
ودُشِّنَ المفاعل الأول من المحطة النووية في عام 2020، غير أن عمليات الإنتاج قد شهدت تعطلًا خلال السنة الأولى من التشغيل، نتيجة جدول الصيانة والفحوصات الفنية.
اقرأ ايضا:717.3 مليار كيلوواط أنتاج المؤسسات الصينية للطاقة خلال مارس..و"الطاقة النووية "ترتفع بنسبة 4.6
تلبية معدلات الطلب المتزايدة على الكهرباء
واكتمال بناء المفاعل الثاني من محطة بيلاروسيا النووية خطوة أخرى في خطط البلاد الطموحة لتلبية معدلات الطلب المتزايدة على الكهرباء، وخفض اعتمادها على الواردات.
وما إن يدخل المفاعلان حيز التشغيل، ستصل سعتهما مجتمعين إلى 2400 ميغاواط؛ ما سيدعم كثيرًا قدرات توليد الكهرباء في بيلاروسيا.
ومع إنجاز المفاعل الثاني من محطة الطاقة النووية في بيلاروسيا، وتعزيز إجراءات التشغيل الخاصة بها، تستهدف بيلاروسيا تجاوز أي عقبات محتملة، وتعظيم سعة الكهرباء المولّدة.
دول البلطيق تعارض إنشاء المحطة
المحطة الثانية للطاقة النوويةفي بيلاروسيا تثير مخاوف دول البلطيق
رغم التقدم الكبير في توسعة البنية التحتية النووية الخاصة به، ما زال مشروع محطة الطاقة النووية في بيلاروسيا يواجه معارضة كبيرة من دول البلطيق المجاورة، حسبما ذكر موقع 'بي إن إن'.
وأعربت دول البلطيق -ومن بينها ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا- عن قلقها إزاء سلامة محطة الطاقة النووية في أوستروفيتس، وآثارها البيئية المحتملة.
وفي معرض استجابتها لتلك المخاوف، فرضت تلك البلدان حظرًا على واردات الكهرباء المولّدة من تلك المحطة، لدواعٍ تتعلق بالسلامة في المقام الأول.
وتزعم ليتوانيا أن بناء مشروع محطة الطاقة النووية الذي يتمركز على بُعد 40 كيلومترًا جنوب عاصمتها فيلنيوس، شهد تجاوزات عديدة.
إلا أن شركة رساتوم رفضت المزاعم الليتوانية -جملةً وتفصيلًا- مؤكدة أن 'تصميم المحطة النووية يتوافق مع أعلى المعايير العالمية التي حددتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية'.
ومن المعلوم أن بيلاروسيا قد عانت الأمرّين، جراء واقعة تشيرنوبيل النووية التي وقعت في عام 1986؛ إذ وصلت المواد المشعّة من محطّة في أوكرانيا السوفيتية آنذاك إلى بيلاروسيا، عبر مناطق واسعة من أوروبا،وقد أشعل هذا الإرث المؤلم المعارضة لمشروع المحطّة النووية الوحيد في بيلاروس.