مولدوفا تدخل على خط التصعيد السياسي والعكسري مع روسيا


السبت 18 فبراير 2023 | 06:33 مساءً
الحرب الروسية الاوكرانية
الحرب الروسية الاوكرانية
موسى العبد الله

تقرير اخباري

دخلت مولدوفا على خط التصعيد السياسي وربما العسكري بين روسيا والغرب بعد الإتهامات التي وجهتها مايا ساندو رئيسة هذا البلد الواقع ما بين اوكرنيا ورومانيا, لروسيا بالتخطيط للإطاحة بحكومتها الموالية للغرب.

قالت ساندو إن روسيا خططت لقلب نظام الحكم الدستوري فى بلادها عبر إحتجاجات شعبية يندس فيها الموالون لروسيا,وسارعت ساندو بتعيين دورين ريسين رئيسا للوزراء وهو موال للغرب مثل سلفه.

لكن مراقبين يرون ان اتهامات ساندو لروسيا فى هذ التوقيت الحاسم للحرب فى اوكرانيا وجبهة بخموت الملتهبة ما هو إلا لتحذير للغرب من خطورة الاطماع الروسية وتهديدها للأنطمة الدستورية , وجذب إنتباهه لهذه الجمهورية السوفيتية السابقة والتي اصبحت مرشحة للإنضمام للإتحاد الأوربي فى الصيف الماضي.

وتعد مولدوفا التي يبلغ تعداد سكانها مليونين وستمائة الف نسمة واحدة من أفقر بلدان اوربا,وتمر بأزمة اقتصادية وشح فى الطاقة .

تفكك الإتحاد السوفيتي

وتعاني مولدوفا منذ حصولها على الاستقلال بعد تفكك الإتحاد السوفيتي من تمرد الانفصاليين فى ترانسنستيريا ذات الاغلبية الموالية لموسكو والناطقة بالروسية والملاصقة للحدود الاوكرانية, حتى وصلت الامور لإعلان استقلال هذا الإقليم عن البلاد بعد حرب قصيرة عام 1992, واستفتاء اجري عام 2006 لم تعترف به مولدوفا واغلب دول العالم.

وتدعم روسيا سكان مقاطعة ترانسنستيريا إقتصاديا وعسكريا, ويتمركز ثلاثة الاف جندي روسي هناك مما أثارالمخاوف الغربية من إن تتخذ روسيا ذلك حجة لضم الإقليم لها كما فعلت مع شبه جزيرة القرم والدونباس, وهذا بالفعل ما ألمح له أحد الجنرالات الروس ولم تنفه موسكو.

اكتشاف المخطط الروسي

ويدلل المراقبون على قولهم بأن اتهامات ساندو ما هي إلا لتحذير الغرب وحشد دعمه ضد روسيا, ان الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي هو الذي اعلن اكتشاف المخطط الروسي المزعوم للإطاحة بحكومة مولدوفا.

ولايألو زيليسكي جهدا فى الضغط على الغرب وحشد دعمه السياسي والعسكري ضد روسيا التي تشن حربا ضروسا على بلاده, ويقول ان اوكرانيا تتصدى لها نيابة عن العام الحر.

التراجع الروسي

في بداية الحرب هاجمت روسيا العاصمة الاوكرنية حتى وصلت الدبابات مشارف كييف فى محاولة للإطاحة بحكومة زيلنسكي لكنها منيت بخسائر كبيرة فى الارواح والمعدات وخاصة بعد تزويد الغرب للجيش الأوكراني بمضادات المدرعات , واضطرت موسكو لتغيير خططها والابتعاد عن الاشتباك المباشر والتركيز على القصف المدفعي واالطيران حتى إنهاك الخصم.

وركزت القوات الروسية بعد انسحابها من ضواحي كييف على المناطق الموالية لها فى الشرق واالجنوب, حيث سيطرت على معظم اراضي الدونباس وخيرسون وزابوريجيا, بعد ضم شبه جزيرة القرم عام 2015.

 

مقاومة شرسة

وتدور الان معركة فاصلة للسيطرة على بخموت تلك المدينة الواقعة على تخوم الدونباس الغربية , والتي تعد معركة حاسمة وبعدها ليس كما قبلها,فالقوات الروسية تحاصرها من ثلاث جهات بينما يتحصن فيها الجنود الاوكران ويخوصون مقاومة شرسة وسط معاناتهم من نقص الاسلحة والذخيرة وانتهاء صلاحية الكثير منها, بينما تركز القوات الروسية المتفوقة فى العدد والعتاد على القصف المدفعي لكل ماا يتحرك على الارض مع الاستعانة بسلاح الجو.

ولا يزال قرابة الخمسة الاف مواطن من كبار السن محاصرون فى بخموت اغلبهم موال لروسيا وينتظر سيطرتها على المدينة.

ورغم ذلك لا يبدو سقوط المدينة قريبا كما قال رئيس مجموعة فاجنر يفجيني بريجوجن الذي وصف المعارك فى المدينة ب' مفرمة اللحم' نظرا لما يواجهه مقاتليه من مقاومة وعدد الضحايا الكبير.

وربما تفتح السيطرة على بخموت شهية روسيا بالزحف نحو مدن اكبر وخاصة كرامااتوريسك وسلوفيانيسك.

معاناة الجيش الاوكراني من نقص الاسلحة والذخيرة

وكشفت معركة بخموت معاناة الجيش الاوكراني الشديدة من نقص الاسلحة والذخيرة وانتهاء صلاحية بعضها, فكل الاسلحة التي دخل بها الحرب من الحقبة السوفيتية, وأحدثها صنع عام 1988بمافيها 900 دبابة من طراز تي 72 وتي 64وأمدها الحلفاء من شرق اوربا ب200 دبابة اخرى من نفس الفئة.

وتم تدمير عدد كبير من هذه الدبابات فى المعارك وخرج عدد اخر من الخدمة نظرا لان قطع غيارها لا تصنع إلا فى روسيا,ولهذا يصر الرئيس زيلنسكي على إمداده بدبابات حديثة غربية الصنع.

ورغم ان المساعدات العسكرية الغربية لم تتوقف وتجاوزت قيمتها المائة مليار دولار إلا انها تركزت فى البداية على الاسلحة الدفاعية والخفيفة, وسوفيتية االمنشأ لتتوائم مع السلاح الاوكراني, ثم تنوعت واصبحت نوعية ومنها طائرات الدرونز والمنظومات لصاروخية هيمارس وستينجر وغيرها.

ضغط اميركي وتردد اوربي

ومن الحقائق التي كشفتها الحرب فى اوكرانيا هي ندرة العتاد العسكري والذخائر فى المستودعات الاوربية, وتردد دول القارة في تقديم دبابات حديثة خشية إثارة عداء موسكو, فقد ماطلت المانيا كثيرا ولكنها رضخت امام الضغوط الاميركية ووفقت على تزويد اوكرانيا بدبابات ليوبارد 2.

وتعهدت فرنسا بمد اوكرانيا بمدرعات خفيفة وتوصلت لإتفاق مع كل من إيطاليا واستراليا لتوفير الذخائر, ذهب الامين العام لحلف الاطلنطي ينس ستولتنبرج لكوريا الجنوبية طالبا منها السلاح للاوكرانيا, وتقف بريطانيا فى مقدمة الداعمين لاوكرانيا حتى ان بوريس حونسون رئيس الوزراء الاسبق إدعى ان بوتن هدده بضرب بلاده بالصورايخ لكن الكرملين نفى.

ودفعت الحرب المانيا لزيادة ميزانية الدفاع بعشرة مليارات يورو هذا العام وزادت فرنسا ايضا ميزانية الدفاع الى 400 مليار حتى عام 2030مع خطط لتحديث الجيش.

اما الولايات المتحدة الامريكية فهي الداعم الاكبر لكييف والتي قدمت مساعدات عسكرية متقدمة بما يقارب الخمسين مليار دولار, وتعهد وزير الدفاع الامريكي لويد اوستن بتوفير الدعم العسكري على المدى الطويل لاوكرانيا.

وقال مؤخرا امام مؤتمر وزراء دفاع حلف الناتو فى بروكسل والمخصص لدعم كييف عسكريا, يجب ان تحصل اوكرانيا على الدعم الكاامل كما وعدناها وسنقدم لها كل الدعم على المدى البعيد, وكانت واشنطن قد وافقت على ارسال دبابات ابرامز ودفاعاات صاروخية واجهزة اتصال وتشويش و100 طائرة بدون طيار.

ودفعت هذه الامدات الكبيرة من الاسلحة والعتاد روسيا لاتهام حلف الناتو بالانخراط االمباشر فى الحرب.

عقوبات اقتصادية صارمة ضد روسيا 

وفرضت الولايات المتحدة ودول اوربا الغربية عقوبات اقتصادية صارمة ضد روسيا وتعمل على فرض حصار شامل وفى هذا الاطار دعت مواطنيها لمغادرة الاراضي الروسية فورا نظرا للمخاطر التي قد يتعرضون لها مع تصاعد الحرب فى اوكرانيا والتوتر مع الغرب. 

الحرب الروسية الاوكرانية
الحرب الروسية الاوكرانية
الحرب الروسية الاوكرانية

اقرأ أيضا