كشف عضو هيئة كبار العلماء سابقًا ورئيس مجلس إدارة الجمعية الفقهية السعودية، الشيخ سعد بن تركي الخثلان، عن الصفات والأعمال التي تؤهل أصحابها لدخول الجنة بغير حساب ولا عذاب، مستندًا إلى الحديث النبوي الشريف الذي ورد فيه وصف فئة مميزة من المؤمنين.
حديث نبوي يحدد صفات هذه الفئة المتميزة
وأوضح الشيخ الخثلان، في حديثه، أن النبي محمد ﷺ ذكر في الحديث الشريف أن الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب هم: 'الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون'.
وأكد أن هذه الصفات تعبر عن كمال التوكل على الله سبحانه وتعالى، وهو أحد أعظم الأسباب التي تؤهل العبد لنيل هذا الفضل العظيم.
معنى "لا يسترقون" وسبب الامتناع عن طلب الرقية
وبيّن الخثلان أن المقصود بعبارة 'لا يسترقون' هو عدم طلب الرقية من الآخرين، مبينًا أن الامتناع عن طلب الرقية نابع من خشية تعلق القلب بالراقي، وهو ما قد يُضعف جانب التوكل على الله في نفس المؤمن، رغم أن الرقية جائزة في أصلها.
ترك الكي والتشاؤم دلالة على قوة التوكل
وأشار إلى أن 'لا يكتوون' تعني ترك العلاج بالكي، وهو أسلوب كان يستخدم قديمًا، وتركه يدل على تمام الاعتماد على الله في الشفاء.
أما 'لا يتطيرون'، فتعني عدم التشاؤم لا من زمان ولا مكان ولا أصوات، كمن يتشاءم من يوم معين أو من سماع صوت غراب، مؤكدًا أن هذه السلوكيات لا تليق بالمؤمن الذي يثق بتدبير ربه.
🔆 ما هي الأعمال التي تدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب؟#سعد_الخثلان#درس_الخثلان#فتاوى_الخثلان للاشتراك في قناة فوائد الخثلان على اليوتيوبhttps://t.co/lkXzvTHNT2 pic.twitter.com/6JPr5QRNGV
— منارات الهدى (@MnaratAlhuda) April 9, 2025
كمال التوكل هو الأساس الجامع لتلك الصفات
واختتم الخثلان حديثه بالتأكيد على أن الصفة الجامعة بين هذه الأعمال هي كمال التوكل على الله عز وجل، موضحًا أن قوة التوكل تعد من أعظم أسباب دخول الجنة بلا حساب ولا عذاب، وأن المؤمن حين يعتمد قلبه كليًا على الله دون التفات للأسباب الظاهرة، يبلغ مرتبة عظيمة عند الله.
التوكل عبادة قلبية ترفع منزلة العبد
ويُذكر أن التوكل على الله يعد من العبادات القلبية العظيمة التي تُظهر مدى يقين العبد بخالقه، وثقته المطلقة بتدبيره، ويعد من الأسس الإيمانية التي دعا إليها الإسلام في نصوص كثيرة من القرآن والسنة، وهو ما أكده العلماء والمفسرون في مختلف العصور.
