لا أظن أن أحدكم قد سمع عن مؤسسة غير ربحية اسمها وعنوانها ” تحقيق أمنية ” , هذه المؤسسة غير الربحية والتي تأسست عام 1980 قدمت مبادرة عالمية مضمونها تحقيق أمنية للأطفال المصابين بأمراض خطيرة خاصة مرضى السرطان أو الأمراض المزمنة .
ومنذ تأسيسها وانتشارها في 50 دولة حققت أمنيات نصف مليون طفل في مختلف دول العالم , وقد لا تكون تلك الأمنيات الطفولية كبيرة عند الكبار ، إلا أنها ذات قيمة عندهم وعند أسرهم والطاقم الصحي الذي يشرف على علاجهم ، من خلال بث روح الأمل والتفاؤل والفرح .
في الأسبوع الماضي ، نظم مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام مبادرة تحقيق أمنية لعدد من الأطفال المصابين بأمراض خطيرة , امتداداً لمبادرات سابقة بدأت منذ عقد شراكة بين المستشفى وبين هذه المؤسسة العالمية , حيث سبق للمستشفى وأن حقق أمنيات 20 طفلا وطفلة منذ مايو 2024 ، بمعدل 4-3 أمنيات كل شهر .
ولعل من المصادفة أن تصلني رسالة من الصديق العزيز الكابتن خليل الزياني وأنا أكتب هذا المقال , حيث احتوت رسالته على مقطع لقصة طفل أمريكي مصاب بالسرطان ، تمنى أن يعبر أمام منزله بعض سائقي الدراجات البخارية ، وعندما أعلنت عائلته طلباً لتحقيق تلك الأمنية تفاجأ الجميع بتجمع آلاف من سائقي تلك الدراجات ليمروا من أمام منزل الطفل تلبية لرغبته وليتكم شاهدتم سعادته في تلك اللحظة .
مؤسسة ” تحقيق أمنية ” تحظى بدعم كبير من الكثير من المنظمات الدولية ، ومن المشاهير ورجال الأعمال وشخصيات المجتمع , وهنا أثني هنا على عائلة ” البترجي ” ، وخاصة صبحي بترجي ومكارم صبحي بترجي ، على تبنيهم تدشين ” تحقيق أمنية ” في المملكة العربية السعودية , حيث ستتمكن إثر أطلاقها في المملكة من التعاون مع المستشفيات المحلية لتحديد الأطفال المصابين بالأمراض الخطيرة والعمل على تحقيق أمنياتهم , ناهيكم عن أن ذلك سيساهم في إيجاد الفرص للمجتمع السعودي للمشاركة في جهود هذه المؤسسة وتقديم الدعم لأهدافها النبيلة من خلال القنوات الرسمية .
هناك قصص كثيرة محزنة ، ولكني لا أريد أن ينقلب المقال إلى دراما مؤلمة بدلاً من تسليط الضوء على هذه المبادرة الإنسانية .
ولكم تحياتي
اقرا ايضا: محمد البكر يكتب :خذ إعاقتي قبل موقفي
محمد البكر يكتب .. نباح الكلاب وشاطئ أبحر
