تسرق الهواتف المحمولة أوقاتنا وتسحب البساط تدريجيا من تحت أقدام عادتنا اليومية المفيدة فيبدو أن استخدام الشاشات يحل محل الأنشطة المفيدة مثل ممارسة الرياضة والتفاعلات الشخصية، مما يمكن أن يؤدي إلى تضخيم أعراض الصحة العقلية.
اقرأ ايضا:stc تتألق في مؤتمر لندن عبر شراكات استراتيجية وحصد جوائز متميزة
تأثير الجلوس أمام الشاشات على الصحة العقلية
بحسب ما جاء في تقرير نشره موقع 'Neuroscience News'، نقلًا عن دورية 'BMC Public Health'، إنه من المثير للاهتمام أن تأثير الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات يختلف بين المجموعات العرقية، حيث أظهرت شريحة من المراهقين ارتباطات أقوى بين استخدام الشاشات وأعراض الصحة العقلية، مقارنة بأقرانهم من الشرائح الأخرى من ذوي أصول إفريقية أو آسيوية.
علاقة الجلوس أمام الشاشات بالإصابة بالإكتئاب
تابعت دراسة، أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا، مجموعة متنوعة مكونة من 9538 طفلا لمدة عامين وكشفت نتائجها أن المزيد من الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات مرتبط بأعراض أكثر حدة من الاكتئاب والقلق وعدم الانتباه والعدوانية.
تأثير مشاهدة مقاطع الفيديو ولعب ألعاب الفيديو على الأطفال
كانت التأثيرات صغيرة ولكنها متسقة. كان الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بأعراض الاكتئاب، وبدرجة أقل بأعراض السلوك والجسدية ونقص الانتباه وفرط النشاط. كانت الأنشطة الأكثر ارتباطًا بأعراض الاكتئاب هي الدردشة عبر الفيديو والرسائل النصية ومشاهدة مقاطع الفيديو ولعب ألعاب الفيديو.
تممارسة الأطفال للأنشطة البدنية والاجتماعية
قال الباحث الرئيسي بروفيسور جيسون ناغاتا، أستاذ مشارك في قسم طب المراهقين والشباب بمستشفى للأطفال تابع لجامعة كاليفورنيا: 'يمكن أن يحل استخدام الشاشات محل الوقت، الذي يقضيه المراهقون في ممارسة النشاط البدني والنوم والتواصل الاجتماعي وجهاً لوجه وغير ذلك من السلوكيات، التي تقلل من الاكتئاب والقلق'.
اختلاف تأثير الشاشات على الأطفال
كان لدى المراهقين البيض ارتباطات أقوى بشكل ملحوظ بين وقت الشاشة وأعراض الاكتئاب ونقص الانتباه وفرط النشاط والتحدي المعارض مقارنة بالمراهقين أصحاب البشرة السمراء. كما كان لديهم ارتباطات أقوى بين وقت الشاشة وأعراض الاكتئاب مقارنة بأقرانهم الآسيويين. ولم تكن هناك فروق حسب الجنس.
مساعدة الشاشات للأطفال على التواصل الاجتماعي
قال بروفيسور ناغاتا: 'بالنسبة للمراهقين من الأقليات، يمكن أن تلعب الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي دورًا مختلفًا، حيث تعمل كمنصات مهمة للتواصل مع الأقران الذين يشتركون في خلفيات وتجارب مماثلة'، شارحًا أنه 'بدلاً من إزاحة العلاقات الشخصية، يمكن أن تساعدهم التكنولوجيا في توسيع شبكات الدعم الخاصة بهم بما يتجاوز ما يمكن الوصول إليه في بيئتهم المباشرة'.