صباح اليوم قررت زيارة سوق السمك المركزي بالدمام . فاليوم جمعة ومن عادة أهل الشرقية كل جمعة أن يكون الغداء “أكلات بحرية” . ولمن يسأل ولماذا تذهب لسوق الدمام وأنت في الخبر . أجيبه بأن الأمانة وقبل تحول مسؤولية أسواق النفع العام ، قررت إخلاء سوق الخضار في الخبر ، وطرحت أرضه الكبيرة جداً لمستثمر يطورها دون أن يكون من ضمن تطويرها أي علاقة باللحوم والأسماك والخضار والفواكه ، ودون مراعاة أن عدد أحياء الخبر تجاوزت الثلاثين حياً يقطنها ما يقارب نصف المليون من البشر . المهم بعد خروجنا من سوق الدمام فوجئنا بوقوف سيارتين في مخرج المواقف . فاختلط الحابل بالنابل وتعالت أبواق السيارات وصيحات السائقين العالقين داخل المواقف . فتبرعت مع شخص آخر لمحاولة إيجاد ثغرة يمكن من خلالها خروج سياراتنا . أحدهم قال: اتصلوا على المرور وآخر اتصلوا على 911 مع أنه يمكن لمن قدم تلك النصائح أن يتصل هو ما دام جالساً في سيارته . وبعد نصف ساعة تمكنا من فتح ثغرة فخرجنا من عنق الزجاجة .
قلت لنفسي: ما دام أن اليوم جمعة والأعمال والمدارس في إجازة ، فإن الخيار الأفضل هو أن أسلك طريق الملك فهد الذي يربط الدمام بالخبر . ونسيت أن اثنين من الزملاء من رواد ديوانية الخميس تأخرا ليلة البارحة وعندما وصلا شرحا لنا معاناتهما من التحويلات والإغلاقات في طريق الملك فهد . وما أن وصلت لإسكان الدمام إلا وقد بدأت معاناة كل العابرين باتجاه الخبر .
قبل أسبوع كتبت مقالاً عن ضرورة إلزام مقاولي الطرق بأن يكون عملهم في النقاط الحرجة والطرق الشريانية على مدار الساعة . ولكن يبدو أن المعنيين لا يريدون أي اقتراحات ، ولا يهمهم معاناة الناس في تنقلاتهم . ولهذا طبقوا المثل ” عمك أصمخ ” . وهذا ما حدث بالفعل . لقد تم إغلاق جمبع الفتحات التي تسمح بالانتقال من الطريق المحلي للطريق السريع . والنتيجة امتداد طابور السيارات أمام إشارات لعدة كيلومترات ( إشارة الميناء ثم إشارة تقاطع الملك فهد مع طريق الملك سعود ، وبعدها إشارة الصالات الرياضية ، ثم إشارة التقاطع مع طريق الأمير سلطان ) . وبدلاً من قطع هذه المسافة في الوضع الطبيعي خلال ربع ساعة ، احتجنا إلى ساعة ونصف للوصول للخبر ، رغم أننا في صباح الجمعة وليس في الفترة المسائية التي لا يمكن توقع الزمن المطلوب .
ربما يخرج علينا أحد المسؤولين ليقول: إن الطريق بحاجة إلى صيانة وإن الإغلاقات مبررة . ونحن لم ولن نختلف معه في ذلك بشرط أن يكون هناك مقاول يقوم بالعمل على مدار الساعة . فحينها لا يمكن فتح الطريق السريع . لكن المصيبة هو أنه لا يوجد عامل واحد يعمل حتى لو في فترة واحدة .
ولإبراء الذمة وجدت سيارة ” فان ” واقفة في الطريق السريع وفيها خمسة عمال ينقلون صناديق صغيرة فتوقفت وصورتهم . وقبل أن أحرك سيارتي صاح أحدهم: “ما لك يا عم”، وكان من إحدى الدول العربية المجاورة والتي اشتهرت عمالتها بالعمل في أي تخصص كان .
الوضع في هذا الطريق لا يطاق، ونحن على مشارف احتفالاتنا باليوم الوطني الذي يشهد حركة مرورية كبيرة . فماذا عسى مسؤولو تلك الجهات أن يعملوا لحل هذه المشكلة قبل أن تتوقف حركة السير بشكل كامل جراء الضغط المروري المتوقع؟ !! ولكم تحياتي