نقل لي صديق عزيز قصة حدثت له أثناء سفره هذا الصيف .. وسأنقل لكم قصته دون زيادة أو نقصان . فيقول والحديث له.
في نقاش دار بين مجموعة شباب عرب ممن تركوا بلدانهم ليعيشوا لاجئين في إحدى الدول الأوروبية ، وكنت جالساً في مقعد قريب منهم فاستمعت لما دار بينهم . لا أدري إن كانوا يعرفون أني سعودي فتعمدوا رفع أصواتهم كي أسمع ، أو أنهم أظهروا ما في قلوبهم من حقد دفين علينا كسعوديين وعلى وطننا وقيادتنا . كانوا من بلدان عربية مختلفة . منهم من جاء من دول المغرب العربي ومنهم من كان من دول الشام وطبعاً في مقدمتهم اثنين من الفلسطينيين . كانت كلماتهم السيئة مؤلمة؛ ففيها نكران للجميل تجاه المملكة وأهلها . كانت البداية عن مأساة ” غزة ” وبدلاً من توجيه اللوم لقادة حماس وعصابتها بعد أن تسببوا في إرهاق أرواح عشرات الأبرياء من أهل غزة ، أو على الأقل الإشارة للدول التي حرضتها وأوهمتها أنها ستكون في ظهرها لمحاربة إسرائيل ثم تجاهلتها وتركت مليون ونصف من الأطفال والنساء وكبار السن والرجال والشباب يواجهون مصيرهم بأنفسهم . بدلاً من توجيه اللوم لعصابة حماس ومن يقف وراءها ، كان اللوم والهجوم والإساءة لمملكتنا وشعبنا السعودي .
يقول صاحبي إنه تعود على ألا يدخل في نقاش مع أي طرف حينما يكون خارج الوطن . ومع ذلك كاد أن يرد عليهم لولا الرجاء الحار من زوجته وأطفاله .. فاضطر للخروج من المطعم . ” انتهى حديث صاحبي ” .
شيء محير والله … فهناك من يعتقد أن الشعب السعودي لا يهتم بما يحدث في غزة . ولا يتعاطف مع أهلها وما يواجهونه من وحشية وعدوانية . مثلهم مثل قيادتهم الرشيدة التي تبذل أقصى ما يمكن عمله لإنقاذ غزة وأهلها .
نحن والله نتعاطف مع أهل غزة ونتألم لآلامهم ، ولكننا نعتبر عصابة حماس عصابة إرهابية هي وكل من يتعاطف معها و يدعمها في السر والعلن .. فهذه العصابة هي التي تسببت في كل هذا الدمار وفي استشهاد عشرات الآلاف من الأبرياء وتشريد الأسر الغزاوية .
منذ طفولتنا ونحن كطلاب وعائلات ندعم القضية الفلسطينية العادلة ، ونقف بجانب أشقائنا الفلسطينيين . بل وكانت العديد من العائلات الفلسطينية تعيش بيننا كجيران ، أطفالهم يدرسون في مدارسنا ويتعالجون في مستشفياتنا بالمجان مثلهم مثل أي مواطن سعودي . لم يعيشوا في المملكة ذات يوم كلاجئين بل عاشوا وكأنهم في بلدهم وبين أهاليهم .
لو فكر أولئك الشرذمة للحظة واحدة نحو ما قدمته دولهم للشعب الفلسطيني منذ النكسة وحتى يومنا هذا لاكتشفوا أن تلك الدول لم تقدم لهم إلا الشعارات والهتافات الشعبوية التي لا قيمة لها . وربما في أحسن الأحوال وضعوهم في مخيمات دون أي امتيازات ، بل منعوهم من العمل في عشرات المهن لا كونهم أجانب بل كونهم لاجئين فلسطينيين .
ولعل من العدل الإشارة لحجم التبرعات الضخمة التي تبرع بها المواطنون السعوديون قبل أشهر لأهل غزة والتي قدرت بمئات الملايين .
أما ما قدمته حكومتنا الرشيدة فلا حدود له من المال والغذاء والدواء ، ومن المواقف السياسية التي لم تتوقف ذات يوم . فما الذي يريدونه أولئك الشرذمة وقبلهم قادة حماس الإرهابية وعصابة الإخوان المفلسين .
مرة ثانية بل عاشرة أقول إن الشعب السعودي يحب كل عربي شريف ولا يناصب العداء لأحد . كما لا يرجو الثناء من أحد . بل يريد وفاءً لما تقدمه حكومة وطنه عبر مواقفها الكبيرة منذ بدأت مأساة غزة .والوفاء لا يأتي إلا من الشرفاء.
ولكم تحياتي