سجدي الروقي يكتب: بين التقنية و "الدشت"


الثلاثاء 20 فبراير 2024 | 01:57 صباحاً
سجدي الروقي
سجدي الروقي
سجدي الروقي

🔹 بين القلم وورق ' الدشت' (وهو بقايا أوراق الطباعة يعاد تكوينه ليصبح دفاتر للكتابة) وافلام ' نوكيا' بدأت رحلة الصحافة مراسلاً لجريدة اليوم في محافظة الطائف كُنا أثنان أنا والزميل محمد بكر وخالد المحاميد متخصص في الشؤون الثقافية ' رحمهما الله' والطائف كان ثروة صحفية خاصة في فصل الصيف حيث كان الملك والوزراء ووزارتهم يتواجدون صيفاً في الطائف .

لم يكُن الحصول على الخبر والاستطلاع والتحقيق مشكلة المشكلة كانت وصوله في أسرع وقت للمركز الرئيسي في الدمام كُنا نسابق الزمن لكي ننشر على أقل تقدير مع الصحف المنافسة الأخرى التى مراكزها في مكة المكرمة وجدة .

نرسل الخبر عن طريق ' الفاكس' أما الصور فلا طريقة لإرسالها إلا عن طريق اصحاب سيارات الاجرة المتجهة للدمام فتصل خلال سبع ساعات أفلام ينتظرها المصور أمجد افضل للتحميض في معامل اليوم .

المنفذون في الجريدة فوراً يتم صف المادة وتصحيحها وتنفيذها وتنشر مع صور أرشيفية للطبعة الاولى على ان تستبدل الصور حية في الطبعة الثانية . أما التحقيق واللقاء الغير وقتي فهو الاسهل بسبب أرساله عن طريق البريد الممتاز ويصل بعد أربعة أيام .

أما أخبار ' الانفراد الصحفي' أو مايسميه اخواننا المصريين ' الخبطات الصحفية' فهذا يملئ لمدير التحرير هاتفياً ' ولو أننا لم نستفيد من الجوال ولكن عبر هاتف المكتب .

تطورت التقنية اليوم فأصبح الصحفي الميداني يرسل اخباره وصوره عبر هاتفه وهو مضطجع على السرير ويشاهد الصفحات عبر جواله وقبل الطباعة ويبدى ملاحظاته ، اليوم يستطيع لقاء المسؤول الاول في أي منشأة صوت وصورة عن طريق برامج معينة !!

تطور التقنيات لم يشفع للصحف الورقية ان تحتفظ ببهائها ورونقها ومصداقيتها ، فمستخدم التقنية ووسائل التواصل لم يعد به صبراً حتى شروق الشمس ليعرف أحداث اليوم الفائت ، الإخبار تتوالى كل ساعة وكلاً يتابع حسب أهتمامه وميوله .

الحقيقة أنني وزملائي القدامى عشنا اجمل سنوات الصحافة الورقية متعتها ومتاعبها وهيبتها والتقدير الذين كُنا نحضى به من كافة طبقات المجتمع ،

كانت لنا وجاهتنا ومكانتنا اذا ماحضرنا أي مناسبة اجتماعية ولاننسى الخدمات التى نحضى بها في أي دائرة حكومية .

ولاننسى العائد المادي المجزي من مؤسساتنا الصحفية والمكافئات التى تصلنا عن كل عمل مميز يزيد من حجم مبيعات العدد .

اليوم نجد صحافة ولكننا لانجد الصحف ، بعد عزف أصحاب البقالات والمحلات عن بيع الصحف الورقية لعدم إقبال القارئ عليها.

مع الاسف لمؤسسات الصحفية كان يديرها تجار وليسوا صحفيين لذلك تجاهلوا نداءات أصحاب الاختصاص لمواكبة الثورة التقنية والمعلوماتية وتغيير لغة الصحيفة وتحولها إلى ثلاث ركائز هامة هي ' التحليل والتحقيق والمقال .

واستيقض البعض ولكن فات الأوان ' وطارت الطيور بأرزاقها.

اقرأ أيضا.. سجدي الروقي يكتب: الشاب السعودي أولاً

سجدي الروقي
سجدي الروقي يكتب بين التقنية و الدشت