طارق البوعينين يكتب.. قيلولة في العمل.. بحاجة إلى إعادة نظر!


الثلاثاء 30 يناير 2024 | 05:13 مساءً
طارق البوعينين
طارق البوعينين
طارق البوعينين

تتعالى بعض الأصوات من هنا وهناك وشيء من الدراسات على إستحياء بضرورة أخذ قسط من النوم في العمل وماله من أثر إيجابي على الموظف وعلى صاحب المنشأة والإنتاجية, فلا يخفى على أحد أهمية النوم وضرورته وهو نعمة من النعم وجزء لا يتجزأ في حياة الإنسان وحاجة الجسم له كحاجته للطعام والشراب والهواء وهو وسيلة للإستشفاء من عناء العمل وما يصاحب البدن والذهن من جهد وكلل, وللنوم كيفيات وأوقات وعند البعض طقوس معينة وهو مصدر الأحلام السعيدة وغير السعيدة, بيد أن النوم في العمل في فترات الراحة إرتبط بالكسل والسلبية وعدم الإنتاجية, فأغلب الشركات والإدارات تعده من المحرمات وأن الشخص الذي ينام في العمل –فترة الراحة- هو في الحقيقة شخص كسول وغير مؤهل للعمل, رغم ما يُبذل في بعض القطاعات من جهد بدني وذهني يستنزف طاقة الجسم. إن الواقع كفيل بإثبات إيجابيات أخذ قسط من النوم بما ينعكس على زيادة نشاط الموظف وأداءه بشكل ملحوظ, على عكس الأكل والشرب اللذان قد يسببان النعاس والتخمة للموظف مما يجعله يفقد تركيزه وجل نشاطه في العمل. كما أن الإنسان الذي تظهر عليه علامات التعب والإجهاد ويبدأ بمقاومة النوم فإنه في الواقع يعمل على إستنفاد ما تبقى من طاقة الجسم ومقاومة الحاجة التي يدعو إليها طبيعة جسده, وهو بذلك يدخل حيز الخطر حيث أن متطلبات السلامة في العمل تستلزم الوعي وحضور الذهن مع نشاط البدن خاصة في المصانع والمعامل وبين المعدات.

هي في النهاية ثقافة في العمل بحاجة إلى تقنين وإن لم تصل إلى أن تكون فقرة في النظام رغم حاجة البعض لها إلا أن عدم منحها الصفة الرسمية يعني أنها غير مرحب بها خاصة في مجتمعاتنا, ولعل بعض المسؤولين يعي هذا الأمر فيراعي في موظفيه النواحي الفيسولوجية وطبيعة الإختلاف في البنية الجسدية والذهنية كما يراعي تفاوتهم في الأداء, فإعادة النظر في بعض القرارات والأنظمة وتحديثها أمر مهم جداً وبناء وينم عن الرغبة في التطوير والتحسين على عكس الجمود الذي هو أسهل ما يمكن القيام به حيث أنه لا يتطلب سوى الإصرار على بقاء ما توارثه أسلافه من أنظمة وقوانين.

لطيفة.. كلمة فترة أصلها من الفتور وهو الخمول وقلة الحركة والنشاط ولا علاج للفتور فترة الراحة مثل القيلولة... فهل تتفق؟

طارق البوعينين

مهتم بشؤون المجتمع 

طارق البوعينين
طارق البوعينين