طارق البوعينين يكتب.. اليوم العالمي للتعليم


الاربعاء 24 يناير 2024 | 02:22 مساءً
طارق البوعينين
طارق البوعينين
طارق البوعينين

موجة جديدة تجتاح المجتمع تهدف إلى التركيز على المهارات دون المؤهلات – العلمية- وأنها أهم متطلبات سوق العمل وأن المعيار الأساس هو الجودة وليس المخرجات, وأن الورق بلا فطنة وبصر بالأمور كالهباء المنثور. 

لا يختلف إثنان على أن المهارات ركيزة أساسية في هذه الأزمنة التي تبدلت وتنوعت فيه أنواع الوظائف وطبيعة العمل وظهر ما يعرف بالذكاء الإصطناعي والذي يركز بشكل كبير على المهارة في الأداء وتجنب الأخطاء وتوفير قوى عاملة غير بشرية. 

ومع هذا لا يمكن التشكيك أو المساومة على أهمية وضرورة المؤهلات من خلال سلك التعليم النظامي, فالإنسان المبدع من يضيف إلى علمه ومهاراته علوم ومعارف ومهارات أخرى, فالسلك التعليمي متنوع المناهج يثري المعارف ويفتح للمتعلم آفاق من خلال التوجيه الصحيح لطرق المعرفة وكسب العلم, فلا يصح أن يكون صاحب المهارة أمي لا يجيد قراءة ولا الكتابة فضلاً عن فك اللغز ورص الحرف ونسج الفكرة, كما أن كمال صاحب المعرفة أن يتأمل في نفسه كيما يرى مكامن القوة ومجالات الإبداع. 

إن كلاً من المؤهلات والمهارات وجهان لعملة واحدة, وهما جناحا طائر لذا فالإنسان أثناء مسيرة التعليم بحاجة أن ينمي المهارات مع رصيده المعرفي وهو ما نراه جلياً في توجه قطاعات التعليم من خلال المنافسات والمسابقات والمبادرات والتشجيع على الإبتكار وإستخدام المهارات الفردية والحياتية للطالب, وهي محفزات للتنقيب والإستخراج والتعدين والصقل لما قد يملكه الطالب من مهارات تنير له الطريق. 

دور الوالدين لا يقل أهمية في إكتساب وصقل هذه المهارات من خلال إشراكه في عدة مجالات وإتاحة الفرص له للمشاركة والإندماج والتعرف على مستجدات ومستحدثات كل صنعة ومجال, فالطفل في حال الصغر وتحديداً في سنواته الأولى يُلهم بفطرته وبقدر ما أوتي من قدرات, الحركة والتنقل حبوا ولمس الأشياء ومضغها بغاية الإستكشاف والتعرف عليها, حتى يصل إلى السن الذي يتطلب معه إلى من يختصر عليه الطريق ويضيف إليه من خبرات الأجيال السالفة كل ما أتيح, فالحياة بشكلها العام هي نتاج معرفي توارثي بين الأجيال. 

إن أهمية إقتران إحداهما بالأخرى أن المؤهلات العلمية هي من تعبد طريق البدايات حتى إذا ما أنشا الشخص المسير فإنه ولابد سيقف عند حدٍ معين, مالم يكن له من المهارات ما تسعفه في إستكمال المسير للوصول إلى الهدف, فلكل مرحلة تحول في الأفكار والأهداف والأساليب, فهذه للمبتدأ وتلك للمنتهى وهما طرفي الجسر الذي يعبر من خلاله الإنسان في هذه الحياة.

مهتم بشؤون المجتمع 

طارق البوعينين
طارق البوعينين يكتب.. اليوم العالمي للتعليم