بعثت لي طبيبة استشارية سعودية رسالة تشكي حالها وحال زميلاتها وزملاءها الأطباء والطبيبات المتقاعدين . ورغم أنها تتحدث عن نفسها فقط ، إلا أن ما تعانيه لن يختلف عما يعانيه زملاءها بعد التقاعد . تقول أنها قضت 38 عاماً وهي استشارية في أحد المستشفيات الجامعية . وكانت لها مكانتها ومبادراتها الطيبة التي انعكست على المجتمع في منطقتها . تضيف الدكتورة بأنها احتاجت لمراجعة طبية في المستشفى الذي كانت تعمل فيه . لكنها مرت بصعوبات كي تتمكن من مراجعة العيادة التي تحتاجها .
قرأت رسالتها بتمعن ، وقلت لنفسي أن أي مواطن آخر سيقول أنها الآن أصبحت مواطنة عادية وعليها أن تتحمل ما نعانيه نحن عند مراجعتنا . وقد يكون هذا الكلام مقبولاً في أي عمل آخر لكن ليس في مهنة الطب أو كما تسمى المهنة النبيلة . أتفهم موقف تلك الطبيبة ، وأسأل القائمين على المستشفيات الجامعية في وزارة التربية والتعليم ، ومسئولي وزارة الصحة وهم المشرفون على المستشفيات والمراكز الحكومية .. أليس بالإمكان منح من خدم في هذه المهنة النبيلة امتيازات تسمح له بمراجعة العيادات والاستشارات متى ما احتاج إليها وهو معزز ومكرم !؟ فهذا أقل ما نقدمه لمن نذر نفسه لهذه المهنة المتعبة ، خاصة من أصحاب البرامج والمبادرات التي كان لها الأثر الكبير في تثقيف الناس وتوعيتهم .
كلنا نتعاطف مع معاناة المرضى ، بل وندافع عنهم وعن حقوقهم ، ونبحث عن حلول للمصاعب التي يواجهونها ، فهذا حقهم علينا . لكن لا أحد منا يقف مع معاناة الأطباء وطرح المشاكل التي يتعرضون لها ويتمنون وضع الحلول لمعالجتها . ومن بين هذه المشاكل ما طرحته في هذا المقال .
في المقال القادم بإذن الله سأطرح قضية هامة عن الطب والأطباء وسياسة التقاعد الغريبة .
ولكم تحياتي
محمد البكر يكتب : أطباء بعد التقاعد