متلازمة الجلوس .. الخطر الصامت الذي يهدد صحتك .. قوم من كرسيك


الاحد 25 اغسطس 2024 | 09:12 مساءً
متلازمة الجلوس
متلازمة الجلوس
لمياء النعيمي

‏‎في عصرنا الحالي، أصبح الجلوس لفترات طويلة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. سواء كان ذلك أثناء العمل في المكاتب، أو خلال مشاهدة التلفاز، أو حتى أثناء استخدام الأجهزة الذكية، فإن القعدة المطولة أصبحت سمة من سمات الحياة العصرية. لكن ما يجهله الكثيرون هو أن هذا النمط من الحياة يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، وعلى رأسها مرض مزمن يعرف باسم 'متلازمة الجلوس.'

‏‎ما هي متلازمة الجلوس؟

متلازمة الجلوس هي حالة طبية تشير إلى مجموعة من الأعراض التي تنتج عن الجلوس المفرط لفترات طويلة دون حركة كافية. يمكن أن تشمل هذه الأعراض آلامًا في الظهر والرقبة، تيبُّس العضلات، وزيادة الوزن. لكن الأخطر من ذلك هو أن الجلوس المطول يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السمنة، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

‏‎كيف يحدث تراكم الدهون وزيادة الوزن؟

‏‎عندما تجلس لفترة طويلة، يتباطأ معدل الحرق في جسمك، مما يؤدي إلى تراكم الدهون وزيادة الوزن. كما أن الجلوس يقلل من تدفق الدم، مما يزيد من احتمالية تجلط الدم في الساقين (الجلطة الدموية). ومع مرور الوقت، يمكن أن تؤدي هذه العوامل إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى مشكلات في الجهاز الهضمي، مثل الإمساك.

‏‎دراسات وتحذيرات من الجلوس ست ساعات يومياً

‏‎تشير العديد من الدراسات إلى أن الجلوس لأكثر من ست ساعات يوميًا يمكن أن يزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى 40%، حتى لو كان الشخص يمارس الرياضة بانتظام. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعتبر الجلوس لفترات طويلة عامل خطر كبير يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على الصحة العامة.

‏‎ما الحل حتي نتجنب هذة المشكلة ؟

‏‎لمكافحة آثار الجلوس المفرط، يُنصح بالتحرك بانتظام خلال اليوم. يمكن أن تساعد التمارين البسيطة مثل الوقوف كل 30 دقيقة، والمشي لبضع دقائق، وتمارين التمدد، في تحسين الدورة الدموية وتقليل مخاطر الإصابة بمتلازمة الجلوس. كما يُنصح بممارسة الرياضة بشكل يومي، مثل المشي السريع، السباحة، أو ركوب الدراجات.

القاتل الصامت للحياة الحديثة

‏‎تقول الدكتورة هدى السعيد، أخصائية العلاج الطبيعي: 'الجلوس المطول هو القاتل الصامت للحياة الحديثة. لذا، يجب علينا تبني نمط حياة نشط يقلل من فترات الجلوس الطويلة ويدمج الحركة في روتيننا اليومي.'

‏‎تضيف السعيد: 'يجب أن ندرك أن الوقاية خير من العلاج. فببساطة، الوقوف من الكرسي والتحرك لدقائق قليلة كل نصف ساعة يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا في الحفاظ على صحتنا.'

‏‎في النهاية، الجلوس لفترات طويلة هو عادة يمكن تغييرها بتعديلات بسيطة في حياتنا اليومية. قوم من كرسيك، وتحرك بانتظام، فصحتك تستحق العناية. تذكر أن الخطوات الصغيرة يمكن أن تؤدي إلى تغييرات كبيرة في الحفاظ على صحتك وسلامتك من الأمراض المزمنة.

اقرأ أيضا