مخاطر الإنترنت والسوشيال ميديا على الأطفال .. تعرف على وسائل الحماية والعلاج النفسي المتكامل


الخميس 22 اغسطس 2024 | 10:37 مساءً
المخاطر النفسية لاستخدام الإنترنت بين الأطفال
المخاطر النفسية لاستخدام الإنترنت بين الأطفال
ديالا الشمري

مع انتشار السوشيال ميديا والإنترنت بشكل غير مسبوق، أصبح الأطفال معرضين لمخاطر نفسية متعددة نتيجة الاستخدام غير المراقب لهذه الوسائل. 

ويؤكد عدد من الأطباء النفسيين والتربويين أن هناك ضرورة قصوى لتوعية الأهالي حول كيفية حماية أطفالهم من سلبيات الإنترنت، بالإضافة إلى تعزيز دورهم في توجيه استخدام أطفالهم لهذه التقنيات بشكل إيجابي وآمن.

المخاطر النفسية لاستخدام الإنترنت

يشرح الدكتور محمد السيد، أخصائي نفسي، أن الاستخدام المفرط للسوشيال ميديا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية متعددة مثل القلق، الاكتئاب، وتدني الثقة بالنفس. ويضيف: 'الطفل قد يتعرض للتنمر الإلكتروني أو الإقصاء الاجتماعي من خلال الإنترنت، مما يؤثر سلباً على حالته النفسية ويؤدي إلى انعزال الطفل وعدم الرغبة في التفاعل الاجتماعي المباشر'.

ويؤكد الدكتور السيد أن من أكبر المخاطر هو الوصول إلى محتوى غير مناسب، مما يمكن أن يؤثر على فهم الطفل للعالم من حوله ويشوه إدراكه للواقع. 'من الممكن أن ينجر الأطفال خلف محتوى عنيف أو غير لائق بدون إشراف، مما يعزز سلوكيات غير مرغوب فيها'، يضيف الدكتور.

كيف نحمي أطفالنا من هذه المخاطر؟

ترى الأستاذة فاطمة الجوهري، المتخصصة في التربية، أن الحل الأمثل يبدأ من الأسرة. 'يجب على الآباء أن يكونوا نموذجًا يحتذى به في استخدام الإنترنت. إذا رأى الطفل والديه يسيئون استخدام السوشيال ميديا، فمن الطبيعي أن يتبع نفس السلوك'، تقول الجوهري.

وتضيف: 'يجب على الآباء وضع ضوابط وقوانين لاستخدام الإنترنت في المنزل، مثل تحديد أوقات محددة للاستخدام والحرص على أن تكون في إطار تعليمي أو ترفيهي مناسب للعمر. بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن يكون هناك حوار دائم مع الأطفال حول المحتوى الذي يتعرضون له، وتوضيح مخاطر بعض الأنشطة مثل مشاركة المعلومات الشخصية مع الغرباء'.

دور المؤسسات التعليمية

تؤكد الجوهري أيضًا على دور المؤسسات التعليمية في توعية الأطفال. 'يجب أن تدرج المدارس برامج توعية حول الاستخدام الآمن للإنترنت، وكيفية التمييز بين المعلومات الصحيحة والمزيفة، وتشجيع الأطفال على التفكير النقدي عند التعامل مع المحتوى الرقمي'.

توجيهات من الأطباء النفسيين

يوضح الدكتور أحمد علي، استشاري نفسي، أن الحوار المستمر بين الأهل وأطفالهم هو مفتاح الحماية. 'يجب أن يشعر الطفل بأنه يمكنه التحدث مع والديه عن أي شيء يراه أو يتعرض له على الإنترنت دون خوف من العقاب. يجب أن يكون الوالدان مصدر دعم وليس تهديد'.

ويشير الدكتور أحمد إلى أن الدعم النفسي للطفل والتعامل الفوري مع أي مؤشرات على التأثر السلبي بالإنترنت هو أمر ضروري. 'إذا لاحظ الأهل أن طفلهم يعاني من تغيرات سلوكية أو نفسية نتيجة لاستخدام الإنترنت، يجب عليهم الاستعانة بأخصائي نفسي لمساعدة الطفل على تجاوز هذه المرحلة'.

حماية الأطفال من سلبيات ومخاطر الإنترنت تتطلب جهدًا مشتركًا من الأسرة، المدرسة، والمجتمع ككل. بوجود رقابة واعية وتوجيه مستمر، يمكن للأطفال الاستفادة من مزايا الإنترنت وتجنب المخاطر التي قد تؤثر سلبًا على صحتهم النفسية.

المخاطر النفسية لاستخدام الإنترنت بين الأطفال
المخاطر النفسية لاستخدام الإنترنت بين الأطفال

اقرأ أيضا