رغم أن غالبية شوارع الخبر هي مصنفة كشوارع تجارية ، إلا أنها في الحقيقة تفتقد لسوق مركزي للحوم والأسماك والخضار والفواكه ، أو بما يسمى أسواق النفع العام .
قبل سنوات كان هناك سوق للخضار والفواكه في غرب حي العقربية ، لكنه تراجع ثم انهار لأسباب كثيرة لعل من أبرزها سوء البنية التحتية المطلوبة لمثل هذا النشاط التجاري . وبعد ذلك تناقل الناس أن أمانة المنطقة باعتبارها الجهة المسؤولة عن الإستثمار ستطرح المشروع كمنافسة للقطاع الخاص كسوق خضار مركزي . لكن المفاجأة كانت أن الأمانة صرفت النظر عن فكرة إيجاد سوق مركزي لمدينة الخبر . وبدلاً عن ذلك تم ترسيته على إحدى الشركات لإقامة مشاريع أخرى رغم أن منطقة السوق المملوكة للأمانة في تلك المنطقة تكفي لعدة مشاريع لكبر مساحتها .
هل لكم أن تتصوروا ما تحققه هذه المدينة من قفزات كبيرة نحو التنمية والتطور ومنافسة المدن العالمية ، بينما محلات الأسماك بروائحها الكريهة تنتشر في شارع رئيسي وحولها العمالة التي تنتظر الزبون على الأرصفة . أما إذا احتاجت الأسرة لشراء الفواكه أو الخضار لعدة أيام فليس أمامها إلا التوجه للسوق المركزي في الدمام . علماً أن الكثير منهم هم من كبار السن أو الأرامل .
هذا الكلام كتبته قبل ثلاث سنوات عندما كانت اسواق الخضار واللحوم تتبع للأمانات والبلديات ، وأشرت فيه لما أشرت إليه في بداية هذا المقال .
ولكن لم يتغير شيء . بل حتى السوق المركزي في الدمام لم يشهد التطوير اللازم الذي يناسب ما تشهده من تطور وتنمية في كافة المجالات . واليوم وبعد أن أنتقلت مسؤولية أسواق النفع العام إلى وزارة البيئة والمياه والزراعة حسب قرار مقام مجلس الوزراء ، فإني أتمنى على مسئوليها في فرع المنطقة التحرك نحو إنشاء سوق مركزي للنفع العام في مدينة الخبر . فهذه المدينة لم تعد تلك المدينة الصغيرة بأحيائها الخمسة ، بل أرتفع عدد أحيائها إلى ٤٨ حياً ، يسكنها أكثر من نصف مليون بين مواطن ومقيم .
أجزم بأن بلدية الخبر لديها من المخططات والأراضي المناسبة لسوق النفع العام ، وهي لن تتردد عن التحرك الفعلي والجاد لإنشاء سوق مركزي وبمواصفات حديثة تراعي مكانة مدينة الخبر باعتبارها واحدة من بين أفضل ١٠٠ مدينة في العالم من ناحية جودة الحياة . ولعل في انتقال المسؤولية لوزارة البيئة والمياه والزراعة ما يجعل أهالي هذه المدينة النموذجية يتفائلون بانتهاء معاناتهم لتأمين حاجاتهم من الفوكه والخضار واللحوم بأسعارها المناسبة .
ولكم تحياتي