سجدي الروقي يكتب.. خطوات على صاحبة الجلالة


الاحد 05 مايو 2024 | 07:59 مساءً
سجدي الروقي
سجدي الروقي
سجدي الروقي

بدأت خطواتي الصحفية الأولى بمكتب «اليوم» في الطائف كمراسل ميداني لهذه الصحيفة، في وقت كانت الصحافة في أوجها ورونقها وبهائها، كنت صحفيا مولعا بالحرف والقلم والخبر ابتكر التحقيق وأتوق إلى الانفراد وأحاول دائما نقل معاناة المواطن البسيط رجل الشارع لتصل إلى طاولات صناع القرار، خبرات كسبتها من الشارع وليس من مقاعد الجامعات والدراسة الأكاديمية. أهمية الطائف صيفا أعطتني سيلا من الأخبار والتغطيات لوجود الوزارات ورجال الدولة والأعيان بها في فترة أربعة أشهر.

الإمكانات كانت بسيطة ووسيلتنا لنقل الخبر للمركز الرئيسي في الدمام هي القلم والورق و«الفاكس» أو الناسوخ كما عربه أساتذة اللغة، كان اختراعا عجيبا وفر علينا نصف المسافة! أما الصور فوصولها للمقر هي «أم المعارك»، فالصور الحديثة الحية نرسلها مع سائقي سيارات الأجرة العاملين بين الطائف والرياض والدمام ونكون محظوظين إذا وصلت خلال يومين وأحيانا لا تصل!

ووسط منافسة المكاتب الخارجية في الرياض وجدة وأبها والطائف تميزت الصحيفة واحتوت على أخبار وخبطات صحفية نقلت عنها الكثير وكالات الأنباء، وحديث المجالس.

ولأننا في صراع محموم أنا وزميلي المرحومين محمد عثمان بكر وخالد المحاميد مع الوقت كنا نتواجد 25 ساعة في 24 ساعة داخل مكتب الجريدة، نبحث ونتصل ونسأل ونستقبل اتصالات المواطنين ونبرر للمكتب الرئيسي تقصيرنا في تغطية حدث ما!

في نفس الوقت كان للصحفي هيبته وحضوره فمسؤول أي دائرة خدمية يستقبلنا استقبالا حافلا لكي يبرز الوجه المشرق لدائرته ويحاول تبرير التقصير وتأجيل النشر !

كانت أياما جميلة وممتعة ومتعبة ومحرجة أحيانا!

ما دعاني لكتابة هذه المقدمة لحقبة زمنية عشتها هو ما رأيت وشاهدت من زملاء ينقلون لصحفهم أحداثا وافتتاحات ومهرجانات عبر هواتفهم الذكية في ثوان معدودة مادة وصورة لتنشر ولو بقي على الطباعة أقل من عشرين دقيقة.

ورغم حظوظهم بالتقنية إلا أنهم فقدوا المتعة والهوس الصحفي والكثير من القراء فزمن الهواتف الذكية أفقدهم متعة الانفراد أو «الخبطة الصحفية»!

تحويلة:

تذكر يا سيدي أن عقلك يستقبل في الدقيقة سيلا من الأخبار والمقاطع غالبيتها مغرضة لدينك ووطنك وإذا لم تعمل «كنترول» ومحطة فرز فستجد نفسك تحمل قضايا ليس لك بها نصيب، والله المستعان..

سجدي الروقي
سجدي الروقي يكتب.. خطوات على صاحبة الجلالة