في هذا الشهر الكريم تهدأ النفس البشرية ويتسابق الناس في إلى الطاعه والقربات والصدقات والأعمال الخيرية والتطوعية وهذه من أهم العوامل التي تجعل النفس في وئام وتوازن وإستقرار نفسي داخلي ، وبل وتبعث في النفس قدراً عالياً من تقدير الذات ومعرفة الهدف الأسمى من الوجود البشري يقول رسولنا الكريم ( الصيام جنة ) وفسّرها ابن الأثير في النهاية أنه يقي الإنسان من الخطايا والزلل ، ففي هذا الشهر الكريم نزل القرآن الكريم ، يقول الله جل في علاه ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ففي المساجد والمنازل تسمع دوي القرآن كدوي النحل ، مما يكسب الإنسان هالة من الروحانية والخشوع ومعرفة الهدف الحقيقي الذي خلقنا من أجله ، إن الصوم يجعل الإنسان في حالة من التواضع وعدم الإختيال بالذات فالصوم واجبٌ على الجميع بلا إستثناء ممن بلغوا سن التكليف ، كما أنه يعزز إيمان الإنسان ويقوي عقيدته لأنه في كل ليلة من لياليه الفضيلة يدعو الله بأن يعتقه من النار وهذا هو الجانب المعرفي الصحيح والطريق الذي يعمّق الخشوع والإنكسار بين يدي الخالق لأن هذا مانعتقده ونؤمن به ، فالصيام يضبط إنفعالتنا النفسية والسلوكية فهو وِجاء ووقاية ويدعو النفس إلى التأمل والتفكّر أكثر في هبات الخالق وأن هذا الأمر لم يوجبه الله علينا من عبث ، وفي عدد من الدراسات الإجتماعية أثبتت إنخفاض نسبة الجريمة في شهر رمضان في كثير من الدول الإسلامية فهو يزيد من قدرة الإنسان عن الإمتناع عن العدوان والشهوات والنزوات الشريرة ، وفي دراسة أمريكية حديثة نشرت في إحدى المجلات الفرنسية قام بها عدد من الباحثين الأمريكان عن فوائد الإمتناع عن الطعام من طلوع الشمس حتى الغروب ( وهو الصوم في عقيدتنا ) في علاج بعض الأمراض العضوية التي تصيب الأوعية الدموية للمخ كالرعاش والزهايمر ، وأثبتوا أن الصيام لمدة يومين متتاليين يخفض الكثير من السعرات الحرارية ، ويزيد من نشاط الخلايا العصبية ، هذه الدراسة قادت فريق بحثي إيطالي للتعاون مع الأمريكان أثبتوا بدورهم أن الصيام لمدة عشرة أيام متتالية مع الحفاظ على نظام غذائي يعتمد على الخضار يساعد بشكل كبير مرضى إلتهابات المفاصل في التخفيف من الآلآم الناتجة عنها ، كما أنه يساعد على تخفيف وتهدئة العديد من الأمراض التي تصيب القلب مثل الضغط وغيره .
اللهم أجعلنا ممن صام رمضان وقامه إيماناً وإحتسابا ،،
اقرأ ايضا:د. محمد بن مرضي يكتب: الامتنان .. علاج وأسلوب حياة