شهر رمضان 1445.. أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك 1445، حيث يسعى معظمنا للاستفادة من أيامه ولياليه للتقرب إلى الله بزيادة العبادات والقربات من صلاة وصوم وصدقة، ويجب على كل مسلم أن يعد نفسه من الآن لاستقبال الشهر الكريم.
شهر رمضان 1445
وحرصا من صحيفة 'السعودي اليوم' لخدمة قرائها ومتابعيها نرصد لكم في السطور التالية خطوات تجهز نفسك وتهيئها لإستقبال شهر رمضان المبارك، بوضع خطة رمضانية تشمل كل جانب من حياتك، من أذكارٍ وصلاة، وإخراج للزكاة، وصدقاتٍ للتخفيف عن الضعفاء، من إفطارٍ للصائمين.
استقبال شهر رمضان 1445
حيث خلقَ الله العباد ليسعدوا وأنزل لهم الشريعة ليهديهم سُبل الرّشاد، وفرّق لهم بين الحق والباطل وبين الخير والشرّ، لكنَّ طبيعة ابن آدم هي الوقوع في الخطأ والحيد عن الصواب بين الحين والآخر، ليأتي شهر رمضان المُبارك منحةً من الله تعالى، فرصةً ليعود الغائب ويقترب البعيد ويتوب المذنب.
إعداد وتحضير قائمة بالأهداف الشخصية خلال شهر رمضان
لا تقبل أن تخرج من رمضان إلّا وقد صرت أفضل حالاً عمّا كنت عليه قبله، فاِحرص على أن تنال حظّك من نفحاته وبركاته، واِجعل لنفسك جدولاً من العبادات اليومية، وقائمةً بالأهداف والتغييرات الشخصية النافعة التي لطالما أردت تحقيقها.
الأعمال التي تعينك على العبادة في رمضان
إليك بعض الأعمال التي تُعينك على العبادة ونيل رضا الله تعالى:
كن من المستغفرين: حتى تُكتَب عند الله من المستغفرين، قال رسول الله ﷺ: «طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا».
كن محبّاً لرسول الله ﷺ: اِجعل له نصيباً من دعائك وعبادتك اليومية.
كن من التائبين: في أول ليلةٍ من ليالي رمضان تُفتح أبواب الجِنان وتغلق أبواب النيران وتصفّد الشياطين، فهي الوقت المناسب للتوبة والعودة إلى الله.
كن من العافين عن الناس.
كن من المتصدّقين المحسنين: ينتظرُ الفقراء والمساكين هذا الشهر الكريم طوال السنة، لينالوا من خير الله الذي يجريه على يديك، فهناك آلاف المستضعفين في مخيمات اللاجئين بأمسّ الحاجة لدعمك وإحسانك.
اِجعل لك ورداً من الذكر والتسبيح.
تجهيزات استقبال شهر البركة والعبادة شهر رمضان
تهيئة النفس والجسد لصيام شهر رمضان المبارك: عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: «ذاكَ شهرٌ يغفل الناسُ عنه بين رجبَ ورمضان، وهو شهرٌ ترفعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمين، فأحبُّ أن يرفع عملي وأنا صائم»، فالمؤمن يجهّز روحه وجسده قبل أشهرٍ من حلول الشهر المبارك. يمكنك تهيئة نفسك من خلال بعض العادات والعبادات منها:
تناول وجبة الفطور باكراً
إنَّ المسلمون الذين اعتادوا على تناول وجبة الفطور خلال ساعات متأخرة من اليوم، يواجهون صعوبةً في تحمّل الجوع خلال أيام رمضان الأولى، وقد يشعروا بالوهن والتعب والصداع المستمر؛ فمن الحلول التي يمكن اللجوء لها لتعويد البدن على الصيام، هي الاِستيقاظ باكراً وتناول الفطور بعد ساعات قليلة من الفجر، فإن جاء رمضان لم يشعروا باختلاف نظامهم الغذائي.
الاِبتعاد عن الوجبات الخفيفة والسناك
كما يمكن أن يساعد الاِلتزام بتناول الوجبات الرئيسية في أوقات متقاربة من أوقات السحور والإفطار، والاِبتعاد عن تناول الوجبات الخفيفة خلال اليوم من تهيئة أبداننا على النظام الذي سيقبل عليه، ويشمل ذلك التقليل من الحلويات والفواكه والبسكويت وغيرها.
التقليل من المنبهات
ينصحُ أخصائيّو التغذية بعدم الإفراط في تناول المنبّهات، إذ يعتبر الشاي والقهوة من أبرز مصادر الكافيين التي اِعتاد عليها المسلمون في الشرق والغرب، وإن اِنقطاعها بشكل مفاجئ مع بداية الصيام، قد يسبب لك بعض الصداع وألم الرأس، فمن الأفضل التقليل منها.
هناك بعض الطرق التي تساعد على ذلك:
التقليل من تناول المنبّهات تدريجياً ليتعود الجسم على فقد الكافيين.
اِختيار المنتجات الخالية من الكافيين كبدائل (مثل القهوة الخالية من الكافيين).
تقليل فترة وجود الشاي في الماء المغلي أثناء تحضيره، لتقليل نسبة تركيز الكافيين فيه.
الإقلاع عن التدخين
في الحين الذي يظنُّ فيه المدخنين أنهم عاجزين عن الإقلاع عن التدخين، يأتي شهر رمضان الكريم كلَّ عام ليثبت لهم أنّ باستطاعتهم الاِمتناع عن التّدخين طوال النهار، لذلك يعدُّ رمضان بمثابةِ فرصة ذهبيّة للتخلّص من هذه الآفة الصحيّة والذنب الذي آن لكلِّ مبتلى أن يتعافى منه.
التخلص من العادات السيئة
لا يقف الأمر عند التدخين فحسب، فلكلٍّ منا بعض العادات السلبية التي يرغب بالعدول عنها، ويعجز عن ذلك لوقوعه في مصيدة التسويف أو اِنعدام الإرادة، فقد يكون رمضان بنفحاته وبركاته عوناً لك على الإقلاع عن هذه العادات والتخلّص منها إلى الأبد.
صيام التطوع قبل رمضان
من الثمرات التي يمكن أن يستثمرها المؤمن قبل رمضان، هي صيام النوافل كصيام الإثنين والخميس كما كان يفعل رسول الله ﷺ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ».
مضاعفة عباداتك
مهما كان حظك من العبادة قبل رمضان، فعليك أن تضاعفه خلال هذه الأيام المباركة، فهذا شهر البركة، شهر ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر.
قراءة القرآن مع التجويد والتدبر
إنّ تلاوة القرآن وتدبّر أحكامه وهديه، من أعظم الأعمال التي يمكن للمؤمن أن يقوم بها في الشهر الكريم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إن لله أَهْلِينِ من الناس، قالوا يا رسول الله: من هم؟ قال: هم أهل القرآن أهل الله وخاصته»، فاجعل لنفسك ورداً من كتاب الله عقب كلّ صلاة، تبتغي فيها وجهه ومرضاته.
إعداد قائمة بالصدقة والزكاة
يروى عن أنس رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: «أفضل الصدقة صدقة في رمضان»، وفي هذا الحديث توضيحٌ لفضل الصدقة في رمضان والحثّ على أدائها، فلابدّ لك من تحديد قائمة الفقراء والمساكين الذين هم بأمسّ الحاجة لاستقبال صدقتك وتبرعاتك، وتذكّر أن آلاف المستضعفين في مخيمات اللجوء ينتظرون هذه الأيام بفارغ الصبر لينالوا من كرم الله الذي أجراه على يديك.
تبرّع بالزكاة لدعم اللاجئين والنازحين
قال تعالى في كتابه الكريم: (خُذۡ مِنۡ أَمۡوَ ٰلِهِمۡ صَدَقَةࣰ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّیهِم بِهَا) [سورة التوبة: الآية 103].
إن كنت تبحث عن المكان المناسب لتضع فيه زكاة مالك، فلا شكّ أن أهالينا القابعين في مخيمات اللجوء هم أشدّ الناس حاجةً واستحقاقاً لها، فهم يعيشون ظروفاً كارثيّة تُدمي القلوب، في ظلّ اِنعدام الغذاء والرعاية الصحيّة ونقص الموارد والمساعدات الإنسانيّة.
سيساهم تبرّعك في تحسين حياة اللاجئين ضمن مجالاتٍ عديدة، إذ نعمل في منظمة سيما على مساعدتهم عبر برامجنا المختلفة، إليك أبرزها:
بناء وإعادة تأهيل المشافي والمراكز الطبيّة.
تجهيز العيادات الطبيّة المتنقلة.
برامج الحماية والدعم النفسي.
برامج التغذية والصحة المجتمعية.
مشاريع المأوى وتحسين المخيمات.