المزارع البسيط الذي لم يتخرج من المعاهد التقنية والجامعات التخصصية يتحرى مواعيد زراعة منتجاته ويمشط حقله ويضع قنوات لتصريف مياه الامطار ويتتبع جريان الشعاب بحيث تكون نفعاً له لاضرر عليه ،
هذا المزارع لايستخدم تقنيات ولا خرائط زراعية حتى يتقرب من مكان جريان الشعاب فيغرس نباتات تمتص نسب كبيرة من المياه ويبعد التى لاتحتاج الا كمية بسيطة وكثرة المياه تضر بها .
هذا المزارع البسيط يحتسب سرعة واتجاهات الرياح . ويبتكر مسارات لدوابه بحيث لا تتلف الزراعة .
ولا يغفل عن بناء منزله ويبتكر العديد من الطرق البدائية أحياناً ليكون المطر برداً وسلاماً على أسرته ، ونراها في الوقت الحاضر شامخة لم تهتز ولم ينخرها هبوب الرياح ولاشدة الأمطار ولا حرارة الصيف ، كل هذا الأبداع بمواد الطبيعة من حوله من حجر وشجر وماء .
الان تقف مشدوهاً للمشاريع الضخمة وحجم الأنفاق عليها واعداد المهندسين والفنيين ومجلدات الورق والتخطيط والرسم ، سنوات من المداولات والاجتماعات ومئات الالوف من الريالات على المكاتب الاستشارية ، مقاولون وخلفهم عاملون بالباطن ومناقصات بعشرات الملايين اطنان من المعدات وسنوات معاناة لسالكي الطريق لإنشاء جسر او نفق خدمي هام وشريان للمدينة ، هدفه الاول الامان للمواطن وفك الاختناقات خاصة في هيجان الطبيعة ، يفتتحها المسؤول الإول وسط هالة من الأضواء ودعوات لوسائل الاعلام بمختلف توجهاتها ،
وعند هطول نصف ساعة مطر يأتي القرار العجيب " تغلق أحترازياً " خوفاً من تجماعات المياه أو انيهار اجزاء من الكتل الخرسانية او انسداد المناهل وعدم تحملها لكميات المياه!
والله المستعان .