طارق البوعينين يكتب: شكوت وما الشكوي لمثلي عادة


الخميس 18 يناير 2024 | 07:39 مساءً
طارق البوعينين
طارق البوعينين
طارق البوعينين

الإنسان بطبيعته مجبول ومما جبل عليه الشكوى ولأن الشكوى في كثير من الأحيان هي سلاح من لا يملك أمره نحو المريض أو الأسير إبتلاء وإمتحانا له,وأحياناً حيلة العاجز الذي يصل به الأمر إلى الحد الذي لا صبر له بعده ولا يستقيم له أمره فيشتكي معللاً:

شكوت وما الشكوى لمثلي عادة

ولكن تفيض الكأس عند إمتلائه ..

, ورغم أن هذه الصفة – الشكاية- غير مجدية مع عامة الناس – والعلة في ذلك كما قيل:

لا تشك للناس جرحاً أنت صاحبه .. لا يؤلم الجرح إلا من به ألم..

فإن العاقل يعلم أن حاله مع الناس حين الشكوى لا تعد مجرد السماع بوعي أو بلا وعي وقد يصاحبه شيء من التأنيب أوالتقريع كردة فعلٍ منهم كما قال مجربهم:

حمقاً شكوت لغير الله أوجاعي .. فلم تلامس لديهم غير أسماعي ..

إلا أنها في بعض الحالات -مالم يصاحبها جزع وقنوط- تُشعر صاحبها بشيء من الإرتياح والتهوين على النفس فهي ألمٌ نفسي وصراعٌ داخلي بين رغبات ومتطلبات وتصورات للشخص الشاكي أدى إلى الشعور بالسلبية, ولإن الإستقرار والتوازن النفسي في نفوس الناس عزيز, قل أن تجد معنى للرضى في تلك النفوس وهو أمر ليس بالهين فإنه يتطلب من الخبرات والمراس الحياتي ما يوطن الإنسان به نفسه ويوائم بواعثها بمحيطه الخارجي, فضرورة توازن تقلباتنا النفسية قبل الجسدية. إن الإنسان بحاجة إلى المبادئ والمعتقدات التي تلهمه قبل أن تهمله وتيسر عليه أمره قبل أن يتعسر عليه, وأهمها ما يتطلب على المرء معرفته أن الشكوى إنما تكون إلى الله عز وجل وهي لا تنافي الصبر المأمور به العبد قال تعالى : " إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ" فهي إلى الله عز وجل عبادة وصدق توكل وحسن ظن به سبحانه, وأما إلى المخلوق فهي ألم وإحتراق وذلة وهوان وقد قيل:

إن الجراح إذا خبأتها شفيت .. فاكتم جراحك لاتخبر بها أحد

كم من كليم شكا للناس لوعته .. فزاده الناس وجدا فوق ما وجد ..

طارق البوعينين مهتم بشؤون المجتمع 

طارق البوعينين يكتب شكوت وما الشكوي لمثلي عادة
طارق البوعينين