كنت مع بعض الأصدقاء في إحدى الجلسات . وكانت إحدى القنوات اللبنانية ، تبث تقريراً عن مبادرة منها لترميم منزل لأحد اللبنانيين ممن يسكن في منزل متهالك مع أسرته . التقرير كان عن حالة المنزل قبل وبعد ترميمه مع لقاء جمع الزوج والزوجة والأطفال للحديث معهم عن هذه المبادرة . تفاعل أحد الحضور مع التقرير ، وتساءل لماذا لا تكون عندنا مثل هذه المبادرات 1؟ . سألته هل تقصد التقرير أم مبادرة الترميم !؟ فقال طبعاً الترميم . وقد تفاجأت بأن شخصاً مثقفاً مطلعاً مثل هذا الصديق لا يعلم بأن لدينا مبادرات بالمئات لترميم المنازل للأفراد الأشد حاجة في مختلف مدن ومحافظات المنطقة .
لا أستنقص من مبادرة تلك القناة ، لكن من باب الشيء بالشيء يذكر ، فإن جمعية ترميم في المنطقة الشرقية ، وبتوجيه ودعم من سمو سيدي أمير المنطقة الأمير سعود بن نايف ، قد أثبتت جدارتها بعد أن وصل عدد المنازل التي تم ترميمها من قبل هذه الجمعية ما يقارب 600 منزل ، وعدد المستفيدين من تلك المبادرات 3000 مستفيد ومستفيدة في أكثر من 8 مدن ومحافظة في المنطقة الشرقية . تصوروا عدد هذه البيوت والأسر وقد تحولت منازلهم بفضل الله ثم بفضل هذه الجمعية من منازل ” خربة ” إلى منازل تعيش فيها الأسر بكرامة ، في بيئة مشجعة للأطفال كي يبدعوا في دراستهم ويخططوا لمستقبلهم .
جهد جميل لم يكن ليتحقق لولا تضافر الجهود ما بين دعم القطاع الخاص – 248- شركة ومصنع ومؤسسة ، وبين برنامج التطوع 9247- – متطوع ومتطوعة نفذوا – 339838 – ساعة عمل تطوعي للقيام بأعمال الترميم كل فيما يجيده أو يميل إليه ، كأعمال الكهرباء أو الدهان أو النجارة أو السباكة أو غيرها من الأعمال المهنية . كل هذه الجهود والإنجازات تتحقق بعيداً عن وسائل الإعلام خاصة المرئية – مع الأسف الشديد – كم نحن بحاجة لبرنامج لترميم الإعلام قبل برنامج ترميم البيوت . ولكم تحياتي