كثيرون هم من يرحلون عن دنيانا.. فالموت حق لا جدال فيه ، كما هو الموت مؤلم ومفجع لأهل أي إنسان يتوفاه الله.. يصبح أكثر إيلامًا وحزناً ووجعاً ، عندما يكون الفقيد ، فقيد مجتمع بأسره ، وأسرته صاحبة الأيادي البيضاء للفقراء والمحتاجين.. كرحيل العم الفاضل والوجيه المعطاء عبداللطيف بن حمد الجبر ، محزن لجميع أهالي الأحساء .
لقد توزعت أعمال الأسرة الخيرية وهو على رأس هرمها ، بين الصحة والتعليم والإسكان ودعم الأسر وفتح الباب للشباب السعودي . مثل مشاريع إنشاء مراكز لعلاج الأورام ، وبناء المساكن للمحتاجين ، والمدارس وتبني المواهب ودعمها ، وقاعات الأفراح التي تخفف العبء على الشباب ليكملوا مشوارهم للزواج وبناء أبيت الزوجية .
كنت أستفسر منه عندما كنت كاتباً في صحيفة اليوم عن بعض المشاريع الخيرية التي كانت أسرة الجبر تقدمها خدمة للمجتمع ، فكان يتعفف ويتهرب من إعطائي المعلومات الكاملة . ففي ثقافته يرحمه الله ، بأن الحديث الكثير عن تلك المشاريع ، يفقدها نعمة الأجر وثواب أعمال الخير .
وفي مملكة الخير ، تقدر الدولة أعزها الله ، الرجال الذين يساهمون بدعم مجتمعاتهم ليس قصورا ، بل إيماناً بشركاء الوطن لدعم ذوي الحاجات . حيث منح المغفور له الملك فهد وبمرسوم ملكي وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى للعم عبداللطيف الجبر ، تقديرا لما يقدمه وما تقدمه أسرة الجبر من أعمال خيرية . وقد تسلم الوسام من الملك عبدالله يرحمه الله عندما كان ولياً للعهد عام 1422 . كما كرمت جائزة الإيسيسكو للتطوع _ أبو ماهر _ يرحمه الله ومنحته جائزة الشيخ حمدان بن راشد المكتوم كأول سعودي ينال هذه الجائزة المرموقة . ناهيك عن تكريمه بجائزة المنظمة العالمية للسلام والإزدهار.
رحل رجل الخير والعطاء ، صديق الفقراء ، بعد أن قدم نموذجاً لرجل الأعمال السعودي ، الذي أبى ألا يرحل قبل أن يترك بصمته في بيت كل مريض أو أرملة أو شاب استفادوا من تلك الأعمال الخيرة .
ليس آخراً أن قلت بأنه يرحمه الله كان يردد لي بعد كل لقاء معه ، بأن كل ما يعطيه وما يقدمه هو مما أعطاه الله ، وما يساهم به لمساعدة مجتمعه ، إنما هو من خير هذا الوطن ، وتحت ظل هذه القيادة الحكيمة .
رحم الله من رحل عن الدنيا ، ولم ترحل ذكراه من قلوب من عرفه . اللهم أرحمه وأغفر له والحمد لله رب العالمين.. ولكم تحياتي
اقرأ أيضا.. محمد البكر يكتب: جائزة الأحساء الطريق للعالمية
محمد البكر يكتب: جمهورهم تجاوز حدوده
محمد البكر يكتب: بين البناء والهدم