تلعب المملكة دورا رائدا وقويا على المستوى الدولي والأقليمي ،وتقوم المملكة بمد جسور التعاون مع كافة الدول ،مما يجعل السعودية تمتلك علاقات وطيدة مع مختلف بلدان العالم،ومن ضمنها الهند الذي يتميز بعلاقات قوية مع المملكة ،وشهدت العلاقات طفرة غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة .
علاقات تاريخية قوية تربط السعودية والهند
تتميز العلاقات بين السعودية و الهند بأنها قوية وتاريخية ،حيث تم تأسيس العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الهند المعاصرة والسعودية بعد فترة وجيزة من استقلال الهند في عام 1947.
و تعززت العلاقات بين البلدين بدرجة كبيرة بفضل التعاون في الشؤون الإقليمية والتجارة،و تعد المملكة ا واحدة من أكبر موردي النفط إلى الهند، أما هذه الأخيرة فهي ضمن أكبر سبعة شركاء تجاريين للسعودية وخامس أكبر مستثمر في المملكة.
على مدار السنوات، قام أربع من رؤساء وزراء الهند بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية: جواهر لال نهرو (1955)، وأنديرا غاندي (1982)، ومانموهان سينغ (2010)، وناريندرا مودي (2016).
وفي عام 2019 م قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،بزيارة لنيودلهي. ،والتقى ولي العهد برئيس الوزراء الهندي بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين في الهند.،وساهمت الزيارة في تعزيز العلاقات التاريخية بين ،اتفق الجانبان على زيادة العلاقات التجارية بين البلدين. علاوة على ذلك، تم الرفع من عدد الحجاج الهنود الذين يُؤدون فريضة الحج في المملكة العربية السعودية إلى 200,000 سنويا.
التبادل التجاري بين الهند والسعودية
السعودية هي رابع شريك تجاري للهند ، ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو 33 مليار دولار، وصادرات الهند إلى السعودية تتجاوز 6 مليارات دولار،وتزود المملكة الهند بقرابة 19% من احتياجات الهند من النفط الخام، ومنذ التسعينيات، ساعد تحرير الاقتصاد الهندي في تعزيز التجارة مع المملكة
وتشمل صادرات الهند الرئيسية الأرز البسمتي والمنسوجات والملابس والآلات، بينما تستورد المواد الكيميائية العضوية وغير العضوية والخردة المعدنية والجلود والذهب والنفط من المملكة العربية السعودية. من المتوقع أن تُوسع الدولتان حجم التبادلات التجارية والتعاون والمشاريع المشتركة في مجالات الاتصالات والأدوية والخدمات الصحية وتكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الحيوية والزراعة ومشاريع البناء والطاقة والخدمات المالية. اتفق البلدان على إطلاق مشاريع مشتركة لتطوير مصانع الأسمدة القائمة على الغاز في المملكة العربية السعودية. وافقت الهند على إنشاء معاهد للتعليم العالي والبحث العلمي، وتوفير الفرص التعليمية في الهند للطلاب السعوديين وتوسيع التعاون بين المجلس الهندي للبحوث العلمية والصناعية ومنظمة المعايير السعودية (SASO).
اقرأ ايضا:32 مليار دولار استثمارات سعودية في مصر تعكس متانة العلاقات بين البلدين
مسيرة حافلة بالتعاون بين السعودية والهند
تميزت العلاقات بين السعودية والهند على مدار التاريخ ،و دعمت المملكة منح مركز المراقب للهند في منظمة التعاون الإسلامي (OIC) ووسعت تعاونها مع الهند في مجال محاربة الإرهاب في الشرق الأوسط. في يناير 2006، قام العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، بزيارة خاصة للهند، ووقع مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ اتفاقية لإقامة شراكة إستراتيجية في مجال الطاقة سُميت «إعلان دلهي». ينص الاتفاق على «كمية موثوقة ومستقرة ومتزايدة من إمدادات النفط الخام إلى الهند من خلال عقود طويلة الأجل». كما اتفقت الدولتان على مشاريع مشتركة وتطوير صناعة النفط والغاز الطبيعي في القطاعين العام والخاص.
في عام 2019، زادت المملكة العربية السعودية حصة الحجاج القادمين من الهند، لتصبح بذلك ثاني أعلى بلد من حيث عدد الحجاج. وهكذا، ازداد عدد الحجاج الهنود في عام 2019 إلى 200,000 حاج في السنة.
الصعود الاقتصادي للسعودية والهند
وفي ظل تنامي الصعود الاقتصادي للمملكة والهند ،تعمل البلدان على تعزيز العلاقات بينهما ،بما ينعكس على مصالح البلدين ،وتشير بعض الدرسات إلي أن الصعود الاقتصادي للهند يوفر تربة خصبة لتقوية العلاقات مع المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم حيث يزداد الطلب الهندي على الطاقة ،والتى توفرها يمكن ان توفرها المملكة لها .
