على مدار 78 عام، احتفظت الخطوط الجوية السعودية بمكانتها كناقل رئيسى للحجاج والمعتمرين إلى مكة المكرمة عبر مطار جدة، مع الالتزام بالقواعد الاجتماعية الصارمة للبلاد، كحظر تقديم المشروبات الكحولية على متن الرحلات، وارتداء النساء للملابس المحتشمة، وفصل مقاعدهم عن الرجال، إلى أن أطلق الناقل الوطنى الجديد 'طيران الرياض'.
مباشرة رحلاتها عام 2025
تزامن إطلاق طيران الرياض مع إعلان المملكة خطتها لمضاعفة عدد زوار المملكة ثلاث مرات، وجذب رجال الأعمال والسياح من المنافسين. وتتطلع شركة الطيران الجديدة لمباشرة رحلاتها عام 2025، بطائرات مغطاة باللونين الأزرق والخزامي، دون إعلانها عن تفاصيل خطتها العملية. ورفضت الشركة الإفصاح عمّا إذا كانت ستتيح المشروبات الكحولية على متن رحلاتها، منوّهةً فحسب بأنها ستعمل وفق القانون السعودي. بينما ستواصل 'الخطوط الجوية العربية السعودية' التركيز على المسافرين القادمين للحج والعمرة.
الوصول إلى 100 وجهة بحلول 2030
تخطط 'طيران الرياض' لوصول رحلاتها إلى 100 وجهة بحلول 2030، انطلاقاً من مطار الملك سلمان الدولي، المرفق الجديد العملاق قرب العاصمة الرياض، والمصمم لاستقبال 120 مليون مسافر سنوياً بنهاية العقد، أي ما يفوق بنحو 30% القدرة الاستيعابية الحالية لمطار دبي. والهدف من ذلك، هو جذب المسافرين وتشجيعهم على البقاء لحضور اجتماعات عمل، أو القيام برحلات قصيرة إلى المعالم الأثرية والجبال والشواطئ على امتداد المملكة.
شراء 121 طائرة "بوينغ" بـ37 مليار دولار
وفى إطار استعدادات التشغيل، طلبت 'طيران الرياض' التعاقد على شراء 39 طائرة 'بوينغ' من طراز '787 دريملاينر'، مع خيارات شراء لعشرات الطائرات الأخُرى، وهي تجوب السوق بحثاً عمّا يناهز 400 طائرة ضيقة الهيكل. ويتوقع مراقبون أن تكشف الشركة الوليدة عن صفقة ضخمة إضافية خلال معرض باريس للطيران (19-25 يونيو.
توني دوغلاس، الرئيس التنفيذي لشركة 'طيران الرياض'، والخبير في القطاع، والذي كان يدير حتى وقتٍ قريب شركة 'طيران الاتحاد' المنافسة، يؤكد على أن 'تزايد عدد سكان المملكة، يتطلّب وجود ناقلة عالمية من الطراز الأول. وبالنظر لمساحة المملكة المترامية الأطراف جغرافياً، فإن وجود أكثر من ناقلة وطنية أمر ضروري'.
منافسة خليجية
يرى جون ستريكلاند، المحلل بشركة 'جيه إل إس كونسلتنغ' (JLS Consulting)، ومقرّها لندن، ، أن السعودية تمتلك الوسائل والموارد اللازمة لبناء صناعة سياحية متميزة، لكن ذلك لا يعني أن الأمر سيكون سهلاً'. مضيفاً: 'ستواجه شركة طيران الرياض كلّاً من الخطوط القطرية وطيران الإمارات اللتين أمضتا سنوات طويلة في بناء نماذج أعمالهما'.
إضافة ناقلة منخفضة التكلفة
وتخطط المملكة أيضًا لإضافة ناقلة منخفضة التكلفة تطير من الدمام، مركز صناعة النفط في البلاد، وشركة طيران جديدة كاملة الخدمات مقرّها 'نيوم'، المدينة المستقبلية قيد الإنشاء على ساحل البحر الأحمر. ويشير محمد الخريسي، نائب الرئيس للاستراتيجية بالهيئة العامة للطيران المدني، إلى أن الدفع قُدُماً بقطاع الطيران 'يدعم بشكل مباشر الصناعات الأساسية لأجندة رؤية المملكة 2030، بما في ذلك السياحة'.