تمثل المخدرات خطر كبير يطارد الكثير من الأسر, وذلك نتيجة سقوط بعض أفرادها في مارثون الإدمان, ويصبحوا ضحايا لهذا الخطر الكبير.
ومن خلال هذا التقرير يرصد السعودي اليوم, رأي العديد من الخبراء الأسريين, في أهمية دور الأسرة والمجتمع في مواجهة خطر المخدرات، وكون الأسرة تعتبر الخط الدفاعي الأول ضد مثل هذه الأخطار.
آراء الخبراء في أهمية دور الأسرة في مواجهة المخدرات
حيث أكدوا خلال أرائهم العلمية, أن مساوئ التعاطي لا تنحصر فقط على المتعاطي في صحته وماله، بل تنعكس علي استقرار الأسرة وأمن المجتمع ذو الكثافة الشبابية المستهدفة، مطالبين بأهمية المتابعة والقرب من الأبناء وأهمية الوعي التربوي.
المستشار الأسري عدنان الدريويش
فمن جانبه, أفاد المستشار الأسري عدنان الدريويش, بقوله إن الأسرة لها دور كبير في محاربة هذه الخطر، ودورها يبدأ منذ نشأة الطفل في البيت من تعليمه وتربيته على القيم والأخلاق السليمة سواء الفكرية أو النفسية أو الدينية أو السلوكية حتى يكون عنصرًا فاعلًا في مجتمعه ووطنه.
مؤكداً علي أن الأسرة تعد الخط الدفاعي الأول ضد هذه الأخطار, التي تحارب وتهدم المجتمع والوطن، فالوالدين عندما يكونا قدوة صالحة في سلوكياتهم أما الأطفال، ومن خلال حمايتهم من أصحاب السوء والفكر الدخيل وكل شيء يهدد حياتهم، وكذا الجلوس معهم والحوار بهدوء عن خطر المخدرات وأثرها على الشباب والفتيات والمجتمع، وكيف نحمي أنفسنا من أصحاب السوء، وماذا نصنع لو قدم لنا شخص غريب حبوب أو أكل أو شراب؟ وكيف نتعامل معه، بهذا بالحوار نستطيع تنمية أفكارهم وحمايتها من المخدرات.
وتابع الدريويش بقوله, أن من أدوار الأسرة عرض بعض الأفلام والمقاطع المناسبة لأعمارهم عن المخدرات وخطرها، مع مصاحبتهم عند الخروج للمسجد والسوق وزيارة الأهل وتعليمهم الآداب والأخلاق في التعامل مع الناس، وعند رؤية أي خطأ أو انحراف سلوكي مساعدتهم في تخطي هذا الخطأ واصطحابهم لأقرب مؤسسة علاجية قبل الحكم عليهم بأنهم يتعاطون المخدرات.
فيما إختتم تصريحاته, بتأكيده أنه على الأسرة تربية الأولاد على مراقبة الله سبحانه, وتذكيرهم أن تعاطي المخدرات معصية تغضب الله، مع تربيتهم على حب المجتمع وتنمية الوطن، ولا ننسى أن الاستقرار الأسري في البيت وتنمية الحب والاحترام والابتعاد عن الإيذاء الجسدي والنفسي في الأسرة من أهم وسائل التربية الحسنة.
المشرف التربوي والمستشار الأسري عبد اللطيف صالح المذن
هذا و على جانب آخر, أفاد المشرف التربوي والمستشار الأسري عبد اللطيف صالح المذن، بقوله إن جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة المخدرات نابعة من حرص القيادة الحكيمة على أمن الوطن وحماية شبابه من آفة المخدرات، التي تأتي أحد الأوجه المعطلة لمسيرة التنمية الوطنية.
وأضاف بقوله أن المملكة هذه الفترة, تقود حربًا ضروسًا ضد المخدرات سواء بالملاحقات الأمنية أو إطلاق الحملات التوعوية أو الرعاية الصحية والاجتماعية، مستهدفة إشراك عناصر المجتمع كافة في الحرب على جميع أنواع الإدمان وتعاطي المواد المخدرة، لأن آفة المخدرات تعد من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمعات في العالم، وتتسبب في تدمير حياة الكثير من الأشخاص وتفسد صحتهم واقتصادهم ومعيشتهم الاجتماعية وحياتهم المستقبلية، ولذلك يتحمل المجتمع السعودي مسؤولية كبيرة في مواجهة هذه الآفة والحد من انتشارها في بلادنا.
وتابع المذن بقوله حكومتنا الرشيدة تعمل بحرص وجدية على مكافحة المخدرات، وتتخذ العديد من الإجراءات الوقائية والتربوية لتوعية الشباب بمخاطر المخدرات وأضرارها على الصحة والمجتمع، كما تقوم حكومتنا بتنظيم حملات توعوية وتثقيفية في المدارس والجامعات والمجتمعات المحلية، وتعمل على توفير الدعم النفسي والاجتماعي للمدمنين وعائلاتهم، بالإضافة إلى جهود الحكومة، فإن المجتمع السعودي يلعب دورًا مهمًا في مواجهة المخدرات.
كما ذكر المشرف التربوي والمستشار الأسري أن الأسرة والمدارس والمساجد والجمعيات الخيرية والمؤسسات الثقافية والرياضية والإعلامية جميعهم, يجب أن يعملوا على توعية الشباب وتحذيرهم من خطر المخدرات، وتشجيعهم على الابتعاد عنها والتمسك بالقيم الإسلامية، وبفضل هذه الجهود المشتركة بين الحكومة والمجتمع، تشهد المملكة العربية السعودية تحسنًا ملحوظًا في مكافحة المخدرات، وتتمكن من الحد من انتشارها وتدميرها لحياة الشباب والمجتمع، وهذا يؤكد على أن دور المجتمع السعودي في مواجهة آفة المخدرات لا يقل أهمية عن دور الحكومة، وأن الجهود المشتركة هي السبيل الوحيد للقضاء على هذه الآفة وحماية المجتمع منها.
فيما أوضح المذن أن هناك طرق للتعامل مع مدمن المخدرات, ومن وقع في شباكها فإذا كنت تعرف شخصًا يعاني من إدمان المخدرات، فمن المهم أن تتعامل معه بحكمة ومن النصائح في التعامل مع المدمنين:
- كن صبورًا: قد يستغرق الأمر بعض الوقت للمدمنين للخروج من إدمانهم فيجب أن تكون صبورًا وتدعمهم في رحلتهم.
- كن متفهمًا: يجب أن تفهم أن المدمنين يعانون من مشاكل صحية ونفسية، يجب أن تكون متفهمًا أنهم يحتاجون إلى مساعدتك.
- لا تحكم عليهم: يجب أن تتجنب الحكم على المدمنين. يجب أن تعرف أنهم يعانون من مشاكل صحية ونفسية وأنهم يحتاجون إلى مساعدتك.
- تحدث معهم: يجب أن تتحدث مع المدمنين وتعرفهم عن مشاكلهم، يجب أن تكون متفهمًا وتدعمهم في رحلتهم.
- ابحث عن مساعدة: يجب أن تبحث عن مساعدة من المتخصصين في مجال علاج الإدمان، يمكنهم مساعدتك في تقديم الدعم اللازم للمدمنين.
وباختصار، يجب أن تتعامل مع المدمنين بحكمة وتدعمهم في رحلتهم للخروج من إدمانهم. يجب أن تكون متفهمًا وتبحث عن المساعدة اللازمة لهم.
المستشار الأسري والتربوي نايف العبدالحي
أما المستشار الأسري والتربوي نايف العبدالحي, فقد أوضح أنه يري أن في الأسابيع الماضية انطلقت حملة وطنية مباركة يقودها ولي العهد لمكافحة آفة من آفات العصر وهي المخدرات، والمطلع على هذه الآفة وآثارها يعلم أن مساوئ التعاطي لا تنحصر فقط على المتعاطي في صحته وماله، بل تشمل استقرار الأسرة وأمن المجتمع ذي الكثافة الشبابية المستهدفة.
وتابع بقوله' المخدرات تنوعت اليوم في أشكالها وأنواعها وأسعارها، ولذا، من الأدوار المجتمعية بث رسائل التوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعية، والحديث عن هذه الحملة في المجالس، والتواصي على تقديم أي دعم وتعاون للجهات المختصة، ومن الجهود ذات الأثر العميق، اهتمام الأسر بالأبناء من ناحية التربية والقرب منهم والحرص على تقوية العلاقات فيما بينهم، وتنمية قيمة التعلم والكسب والصحبة الصالحة والتفكير الناقد، فكثير من حالات الإدمان وراؤها أسر مفككة أو غير مهتمة أو مراقبة أو لم تغرس في أبنائها بعض المهارات التي تمنع استباقًا أي جنوح تجاه هذه الآفة وعوالمها'.
المستشار التربوي لمرحلة الطفولة خالد محمد التركي
ومن جهته أكد المستشار التربوي لمرحلة الطفولة خالد محمد التركي, على أهمية تعميق التواصل الإيجابي مع الأبناء، من خلال الحوار المفتوح والإجابة بكل رحابة صدر عن أسئلة الابن، وتجنب زجره أو إهانته أو السخرية منه أو ضربه أو الابتعاد عنه، والنزول إلى مستوى تفكير الابن فطريقة تفكيرهم مختلفة عن الكبار.
كما تابع بقوله أن النزول إلى مستوى تفكير الأبناء والارتقاء به, يعد قمة الصعود نحو التميز والتماسك، والاهتمام بتلبية الاحتياجات فمنها ما هو نفسي مثل القرب الجسدي كالعبث في فروة الرأس أو تشابك اليدين أو الاحتضان وهذا هو الأكثر طلبًا بغير اللسان أو الكلام وإنما يعبر عنها بطرق مختلفة، فتلبيتها قبل أن يطلب هو أساس الوعي التربوي، ومنها ما هو مادي من خلال تلبية بعض الاحتياجات التي تكون وفق مقدرة الأسرة، المهم إشعار الابن بأن احتياجاتك هي محلّ تقدير واهتمام ورعاية، فتفقد أحوال الأبناء وتلمس احتياجاتهم تساهم في ترسيخ أرقى أنواع التواصل الفعال.
كما أضاف التركي, بتأكيده على أن التواصل يقي الأبناء من الانحراف نحو المخدرات بنسبٍ عالية، فكلما كانت العلاقة متينة متماسكة قوية قلّ اختراقها من قِبل المنحرفين، وكلما كانت العلاقة متوترة ضعيفة خالية من المودة والأُلفة كان اخترقها سهلًا والتغلغلُ فيها يسيرًا، فتعزيز الثقة في النفس وتقوية شخصية الابن وتدريبه على مواجهة ظروف الحياة المتعددة، وركيزتها التواصل الإيجابي كفيلٌ -بإذن الله-، فالنظرة بالعين لها مدلولاتها، ونبرة الصوت لها معانيها، والأفعال والسلوك له تفسيراتها، فالانتقاء من أطايب النظرات ونبرات والسلوك صمام أمان في تعزيز العلاقات الفعالة مع الأبناء.
الخبير التربوي في مجال الطفولة د عبدالله الحسين
ومن جانب آخر, رأي الخبير التربوي في مجال الطفولة د عبدالله الحسين، أن تأثير الأسرة على الأبناء له دور كبير في توجيه سلوك الأبناء، في حين يكون تأثير الرفاق أو الأقران أكثر على المراهقين، لذلك وجود الأسرة داخل حياة أطفالها مبكرًا ومتابعتهم والانشغال بتفاصيلهم أكبر ضمانًا لمنع أبنائهم من الوقوع في أي من السلوكيات الخطرة تدخين السجائر الذي قد يؤدي إلى الوقوع في فخ تعاطي المخدرات، مؤكدًا على أهمية وجود قنوات الاتصال مع الأبناء وذلك من خلال حديث الأهل في كل مشاكلهم حتى إذا كانت ممارستهم لحياتهم أثناء المراهقة طيبة.
كما تابع الحسين بقوله أن الأبناء يحتاجون من الآباء أن يستمعوا إليهم وإعطائهم الانتباه الكامل للاستماع لأفكارهم ومعتقداتهم ووجهات نظرهم، وأنه من الضروري جدًا متابعة الطفل مبكرًا، وهو في سن ما قبل المدرسة، للتعرف على أي سلوكيات ملفتة للانتباه ومن أخطرها السلوك العدواني المبكر 'مثل عض زملائه'، لأن اكتشاف هذا السلوك مبكرًا سوف يساهم في حماية ابنك من المخدرات.
أنواع جديدة من المخدرات
خطر الإدمان و أنواع جديدة من المخدرات
والجدير ذكره, أن الإدمان يعد من بين أبرز الأخطار التي تواجه الأسر في المتمع العربي و الإسلامي, وذلك لكثرة المواد المخدرة و تنوعها و تكثيف تهريبها عبر الحدود, وسط جهد مكثفة من الجهات المسئولة للتصددى لهذه الظاهرة.
وذلك بجانب دخول أنواع حديثة من المخدرات على المجتمعات العربية, مثل الشبو و الفلاكا و الأستروكس.