تعتبر آلام الظهر واحدة من الأعراض المرضية المزمنة التى انتشرت مؤخرًا بين قطاع عريض من البشر مع تزايد الاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة التى تتطلب الجلوس لساعات طويلة أمام شاشات الحواسب والهواتف المحمولة، فى وضعيات خاطئة.
آلام الظهر المزمنة
تمكن خطورة آلام الظهر المزمنة فى صعوبة التعافى منها بشكل تام سريعًا، وتأثيرها على مظهر وحركة الجسد، إلا أن تجربة علمية حديثة حملت بشرى لمن يعانون آلام أسفل الظهر المزمنة، والتى تجمع بين الأساليب النفسية والجسدية، التي تمكن المرضى من التعامل مع الألم والحركة، مما أدى إلى انخفاض كبير في الحالة ومشكلات التنقل ذات الصلة.
فكرة العلاج الوظيفى الإداركي
وبحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية The Lancet، تقوم فكرة العلاج الذى يُعرف باسم «العلاج الوظيفي الإدراكي CFT» على نهج جسدي ونفسي، حيث يتم تسليح المرضى بالأدوات اللازمة لإدارة حالتهم بثقة ومهارات التحرك بطرق تقلل من الإعاقة.
نتائج التجارب السريرية
استندت تلك النتائج إلى تجربة سريرية لما يقرب من 500 مشارك يعانون آلام الظهر المزمنة عبر 20 ممارسة للعلاج الطبيعي، تلقى هؤلاء كورس علاج تضمن سبع جلسات فردية مع أطباء مدربين تدريباً خاصاً على مدى 12 أسبوعًا، وزيارة معززة بعد ستة أشهر ، أفادوا بتحسن كبير في الحركة ومستويات الألم لفترة استمرت لمدة عام كامل.
ويقول البروفيسور بيتر أوسوليفان من مدرسة بيرث كورتين للصحة في أستراليا، إن العلاج الجديد يعتمد على الخصائص الفردية للشخص، الذي يعاني آلام الظهر المزمنة، من خلال معالجة مخاوفه وقيود حركته تحت التوجيه الماهر لاختصاصي علاج طبيعي مدرب، وهو أسلوب مختلف عن الأساليب التقليدية الأكثر سلبية بما يشمل التدليك للجسم والعمود الفقري، والأدوية والحقن، لأنه يجعل الشخص مسؤولاً عن حالته، ويساعده على فهم العوامل التي تسهم في آلامه، وبناء السيطرة والثقة في جسده من أجل العودة إلى الأنشطة القيمة.
ووفقًا للدراسة التي أجراها باحثون في جامعات كيرتن وموناش وماكواري في أستراليا، كان أكثر من %80 من المرضى الذين تلقوا العلاج الوظيفي الإدراكي CFT سعداء بالنتائج، مشيرين إلى الفوائد النفسية للتمكين من التحرك بثقة جديدة.