نظّمت جامعة جازان، ممثلة في وحدة التوعية الفكرية، ندوة ثقافية تحت عنوان 'الثقافة والتراث: تعزيز الهوية الوطنية في ظل مستهدفات الرؤية الوطنية 2030'، وذلك على مسرح كلية الفنون والعلوم الإنسانية بالمدينة الجامعية، بحضور نخبة من المختصين والمهتمين بمجال الثقافة والتراث الوطني.
التراث الثقافي ركيزة أساسية للهوية الوطنية
أكد رئيس جامعة جازان الدكتور محمد بن حسن أبوراسين في كلمته خلال الندوة أن المملكة العربية السعودية تزخر بتراث ثقافي عميق، يمثل أساسًا متينًا لهوية المجتمع السعودي، مشيرًا إلى الدور الريادي الذي تقوم به وزارة الثقافة وهيئاتها المختلفة في حماية وتعزيز هذا الإرث من خلال سلسلة من البرامج والمبادرات الوطنية التي تعكس تنوع وغنى الموروث الثقافي السعودي.
الحرف اليدوية في صدارة المشهد الثقافي لعام 2025
من جانبها، استعرضت العنود البتال، المتخصصة بقسم التصميم والإنتاج في قطاع الحرف اليدوية بـهيئة التراث، الجهود المستمرة التي تبذلها الهيئة في حماية الموروث الحرفي، مشيرة إلى أن عام 2025 تم تخصيصه ليكون 'عام الحرف اليدوية'، ما يعكس اهتمامًا متزايدًا بهذا القطاع الحيوي، سواء من حيث رفع الوعي المجتمعي بأهميته أو فتح قنوات التواصل بين الحرفيين المحليين والأسواق العالمية، إلى جانب تقديم الدعم اللازم لتطوير هذه الحرف وتمكين أصحابها.
فهم أعمق للحضارات القديمة على أرض المملكة
واستعرض الدكتور ماجد العنزي، رئيس قسم البحث والتوثيق الأثري بوزارة الثقافة، الإنجازات البحثية والميدانية التي قامت بها هيئة التراث، موضحًا كيف ساعدت هذه الجهود في فهم الحضارات القديمة التي سكنت شبه الجزيرة العربية، وتوثيق أثر المملكة في مسيرة الحضارة الإنسانية عالميًا. كما أشار إلى مراحل التطور التي مرت بها البلاد، بما في ذلك النمو الزراعي والتقدم الصناعي ونشأة المدن عبر العصور المختلفة.
الجامعات شريك محوري في تحقيق رؤية 2030
في السياق ذاته، شدّد الدكتور محمد حبيبي، عضو هيئة التدريس بجامعة جازان، على أهمية تكامل أدوار الجامعات مع وزارة الثقافة في سبيل تحقيق رؤية المملكة 2030، وخاصة في ما يتعلق بـتمكين قطاع الثقافة والفنون، واعتبارها أحد العناصر المحورية في تطوير جودة الحياة، من خلال دعم وتنظيم الفعاليات والمهرجانات الثقافية، وتعزيز قيم الانتماء والهوية لدى المجتمع.
الثقافة والتراث في خدمة التنمية الوطنية
سلّطت الندوة الضوء على الدور الفاعل الذي تلعبه الثقافة والتراث في تعزيز الهوية الوطنية، وتفعيلها كوسائل قوية لدعم مسارات التنمية المستدامة، بما يتماشى مع أهداف الرؤية الوطنية 2030 التي وضعت الثقافة ضمن أولوياتها الاستراتيجية، من خلال برامج تهدف إلى تمكين المبدعين، وحفظ التراث، وإبراز صورة المملكة عالميًا كدولة ذات إرث ثقافي متنوع وعميق الجذور.