صحفي سوداني يروي مأساة الحرب ..فررنا من موت مجاني والشوارع أكتست بالحزن والدم ورائحة البارود


"النيغرز" يروعون المواطنين ويهاجمون السيارات

السبت 06 مايو 2023 | 11:21 صباحاً
الصحفي محمد الجيلي
الصحفي محمد الجيلي
فريق-السعودي اليوم

'خرجنا بسلام من الخرطوم العاصمة التي اكتست شوارعها بالحزن والدم ورائحة البارود عن طريق شارع جبل أولياء - الابيض . عشنا لحظات عصيبة'..بهذه الكلمات وصف الصحفي السوداني محمد الجيلي المشهد في السودان الشقيق .

واضاف  الجيلي 'قررنا بعد 11 يوما الخروج لحفظ أرواحنا من الموت المجاني وصوت الطيران وتجدد الاشتباكات ،وانتصف نهار 25 أبريل ، كانت درجة الحرارة تصل 43 ،وصلتنا العربة (الدفار)في شارع واحد الحاج يوسف وكانت وجهتنا صوب مدنية القطنية التي تبعد أكثر من 50 كيلو من الخرطوم '

اقرأ ايضا:عاجل..إستئناف الرحلات الجوية من مطار جدة إلي بورتسودان..اليوم

 الشوارع خالية من المارة عدا طوابير الخبز

وأستكمل 'وعندما سيرنا في بداية الطريق كان الشوارع خالية من المارة عدا طوابير الخبز ،ثم اتجهنا غربا في الشارع الرئيسي وعندما وصلنا محطة المحرك الذهبي ظهر المتفلتين أو كما يسمون ( النيغرز ) ،حيث يحاولون تسلق السيارات و محاولة إرهاب المواطنين ثم الانقضاض عليهم وسرقة ما يجدونهم '

وأضاف 'تخطينا العصابة نحو محطة 13 والتي لم نصلها لتواجد ارتكاز سيارات الدعم السريع وسيرنا جنوبا وبداخل الحي حتى وصلنا شارع حي النصر المتجه جنوبا نحو جسر سوبا ،ولما امضينا في بداية الطريق ظهر من جديد ارتكاز الدعم السريع وفي هذه المرة توقفنا لهم ، حيث كان السؤال أين وجهتكم? ولم يعطلوننا كثيرا ، وكان هذا أول حوار يتم بيينا وبين الدعامة ،كانوا صغارا في السن ( تحت 23 سنة ) ويظهر عليهم الرهق ، يحملون أسلحة رشاشة وكلاشنكوف ، سيرنا مسرعين وكنا نلاحظ احتراق كثير من السيارات على جنبات الطريق بعدد كبير ، عبرنا الجسر وكان المواطنين يعبرونه راجلين صوب الخرطوم'

اقرأ ايضا:عاجل ..إنطلاق أولي المباحثات بين الجيش السوداني والدعم السريع في جدة..اليوم

مظاهر عسكرية من الجيش أو الدعم السريع

وواصل الجيلي سرد قصة معاناته قائلا'وصلنا الخرطوم وكانت أولى المحطات صافيولا ،حيث لم نجد أي مظاهر عسكرية من الجيش أو الدعم السريع ، ثم ممرنا بحي الأزهري جوار الجامعة الوطنية في محازاة السكة حديد وجدنا العشرات من الدعامة على منتصف الطريق ،كانو يمررون السيارات ويتفحصون الوجوه ولا يعترضون على حد ،قالوا لنا في هذه المرة تصلوا بالسلامة ، ثم ولجنا شارع الهواء حتى وصلنا بداية حى أبو أدم ،و للمرة الأولى نشاهد 3 دبابات الجيش وهي بالقرب من المستودعات ،حيث أمرونا بالعبور بداخل الحى ،كان هناك نقيب يمرر السيارات بإشارة من يده '

اقرأ ايضا:عاجل ..تجدد الأشتباكات بالقرب من مطار الخرطوم ..وانفجارات تهز وسط االعاصمة السودانية

وأستكمل الجيلي قصة المعاناة قائلا'دخلنا على الكلاكلة شرق ولم نصل لشارع الاحتياطي المركزي القادم من الشرق نحو البوابة الرئيسية للاحتياطي دخلنا بحي القادسية والذي وجدنا الشباب يجلسون في خارج المنزل تحت الأشجار جراء انقطاع الكهرباء ، ثم وصلنا الشارع المتجه نحو الأقمار الصناعية ،حيث تمركزت قوات الاحتياطي المركزي بالقرب من مقرها الرئيسي، في معسكر طيبة وتم إيقافنا من قبل الدعم السريع وكان السؤال عن وجهتنا ،قام أحد جنود الدعم السريع بالاعتذار لنا بسبب الحرب وقال : والله جبرونا على هذه الحرب '

مجموعات النيغرز المتفلتة يطلبون رسوم من المواطنين 

وأضاف 'كانت آخر المحطات المرعبة في هذه السفرية عندما وصلنا نقطة عبور جبل أولياء ،حيث اكتظت هذه المحطة بمجموعة من متفلتة أخرى من ( النيغرز ) كانوا يقوم بدور الشرطة ،حيث يطلبون رسوم للعبور من كل سيارة في طريقها نحو النيل الأبيض ،كانوا يحملون السواطير والسكاكين ،سائقي السيارات يمنحونهم القليل من المال ( 500) جنيه لتفادي الصدام أو الرشق بالحجارة وتكسير الزجاج ، وكان كل متفلت يطلب مبلغه ، ظهرت عليهم علامات السعادة جراء ما يتكنزونه من مال ،حيث رأيت أحدهم يدخل الفلوس في جيبه الممتلىء بالنقود ،خرجنا من معمعة عبور جبل أولياء بسلام '

اقرأ أيضا