كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن الأمريكية عن صلة محتملة بين ارتفاع دهون البطن الحشوية وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر في مراحل متقدمة من العمر. الدراسة تشير إلى أن هذه الدهون قد تؤثر سلباً على صحة الدماغ قبل ظهور الأعراض الإدراكية بعقود.
تأثير دهون البطن على صحة الدماغ
أظهرت الدراسة أن تراكم الدهون الحشوية، وهو نوع من الدهون العميقة المحيطة بالأعضاء الداخلية، يرتبط بانخفاض تدفق الدم في الدماغ وضمور منطقة الحُصين المسؤولة عن الذاكرة. وأوضح الدكتور سايروس راجي، كبير مؤلفي الدراسة، أن هذه الدهون تزيد من الالتهاب وتؤدي إلى تراكم بروتينات 'بيتا أميلويد' و'تاو'، العلامات المبكرة المرتبطة بمرض الزهايمر.
السمنة كعامل خطر رئيسي
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تعد السمنة وباءً عالميًا يُهدد أكثر من نصف سكان العالم خلال العقد القادم. وأكد الدكتور راجي أن السمنة في منتصف العمر، خاصة بين الأربعينيات والخمسينيات، تعتبر عامل خطر بارز للإصابة بالزهايمر، رغم أن الأعراض تظهر غالبًا في مراحل متأخرة من العمر.
أدوات قياس الدهون الحشوية
لتحليل الدهون الحشوية، استخدمت الدراسة تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد حجم الدهون الحشوية، بالإضافة إلى التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) لرصد تراكم الأميلويد وتشابكات التاو. وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يمتلكون مستويات أعلى من الدهون الحشوية يعانون من معدلات أعلى من الالتهاب وتراكم البروتينات المرتبطة بالزهايمر.
نصائح للوقاية من الزهايمر
أكد الدكتور ريتشارد إيزاكسون، مدير الأبحاث في معهد الأمراض العصبية التنكسية بولاية فلوريدا، أن تقليل دهون البطن قد يكون وسيلة فعّالة للحد من خطر الزهايمر. وشدد على أهمية التمارين الرياضية الذكية، مثل المشي السريع وتمارين القوة، لتحفيز عملية حرق الدهون وزيادة كتلة العضلات، التي بدورها ترفع معدلات التمثيل الغذائي.
توصيات غذائية وممارسات صحية
أوصى الخبراء بدمج التمارين المنتظمة مع نظام غذائي متوازن يحتوي على كميات كافية من البروتين لبناء العضلات وتحسين الصحة العامة. كما نصحوا بإجراء فحوصات دورية لمراقبة مستوى الدهون الحشوية باستخدام تقنيات متقدمة مثل فحص DEXA.
نتائج الدراسة وأهميتها
تُعد الدراسة من أوائل الأبحاث التي تثبت العلاقة بين الدهون الحشوية وبروتينات التاو بشكل مباشر. وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة نحو فهم كيفية تأثير السمنة على صحة الدماغ، وتفتح المجال لتطوير استراتيجيات وقائية للأمراض العصبية التنكسية.
تشير الدراسة إلى أن السمنة ودهون البطن الحشوية ليست مجرد مشكلة جمالية أو مرتبطة بصحة القلب، بل تمتد آثارها إلى صحة الدماغ وزيادة خطر الإصابة بالزهايمر. تعزيز الوعي الصحي حول أهمية إدارة الوزن في منتصف العمر قد يسهم في تقليل العبء العالمي للأمراض العصبية المرتبطة بالشيخوخة.