أثار المستشار الثقافي في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، سليمان بن عبدالرحمن الذييب، جدلاً واسعاً خلال مشاركته في برنامج 'ثمانية - فنجان'، حيث تناول قضية التطرف في الدين وتأثيره السلبي على المجتمع. وأشار إلى أن التشدد الديني يمكن أن يؤدي إلى ردود فعل عكسية، قد تصل بالمجتمع إلى تبني أفكار وثنية جديدة.
الحذر من التطرف وأثره على الدين
خلال حديثه، شدد الذييب على أهمية مواجهة التطرف الديني بأسلوب متزن، مشيراً إلى أن 'التعالي من رجال الدين وعدم تقبلهم الأسئلة مهما كانت طبيعتها' قد يدفع الأفراد للابتعاد عن الدين، بل وربما البحث عن بدائل. وأوضح قائلاً: 'عندما لا يجد الشخص إجابات مقنعة لأسئلته، تتولد لديه رغبة في التحرر من القيود، ما يفتح المجال لظهور أفكار جديدة قد تتعارض مع القيم الدينية الأساسية.'
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الأسئلة الحساسة
ضرب الذييب مثالاً عملياً من سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عندما طرح عليه أحد الأشخاص سؤالاً عن سبب تحريم الزنا. وأشار إلى أن النبي تعامل مع السؤال بهدوء وأقنع السائل بأسلوب عقلاني دون تعنيف أو رفض. وقال: 'لم يرفض النبي السؤال أو يعاقب السائل، بل قدم له إجابة مقنعة أظهرت حكمة تحريم الزنا.'
مرّ التاريخ الديني في الجزيرة العربية بتحولات كثيرة، إذ شهدت المنطقة معتقدات وعبادات من الوثنيات إلى الديانات السماوية. فكيف ظهر الدين لأول مرة في المنطقة؟ ومتى؟
أسئلة يُجيب عليها ضيفنا @msa7at1، مستشار ثقافي في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية. في جديد #بودكاست_فنجان. pic.twitter.com/taaE4OwCXm— ثمانية (@thmanyah) November 25, 2024
التشدد ودوره في انتشار اللادينية
أكد الذييب أن التشدد الزائد من قبل رجال الدين أو المعلمين يمكن أن يدفع الشباب إلى تبني توجهات لادينية، مشيراً إلى أن الانفتاح على الحوار والإجابة على الأسئلة مهما كانت طبيعتها هو السبيل الأمثل للحفاظ على القيم الدينية.
رسالة للتعامل مع القضايا الدينية
اختتم الذييب حديثه بالدعوة إلى اعتماد أسلوب معتدل في التعامل مع القضايا الدينية، والتركيز على الإقناع بدلاً من التعنيف. وأكد أن التطرف لا يضر فقط الدين، بل قد يسهم في تحويل المجتمع نحو أفكار بعيدة تماماً عن القيم الإسلامية.