الماء عماد حياتنا لايمكن الاستغناء عنه ويساهم في تعزيز حياة صحية ولكن أحيانا يكون سببا في أمراض خطيرة
ووفقًا لبرنامج أبحاث التغير العالمي بالولايات المتحدة، فإنه من المؤسف أن الباحثين يتوقعون أن تصبح الأمراض المنقولة بالمياه أكثر احتمالية في ظل ظاهرة الاحتباس الحراري، ويمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى توسيع نطاق بعض الطفيليات والبكتيريا، وإطالة موسم ازدهار بعض الطحالب السامة، وإجهاد البنية التحتية للمياه إلى حد الفشل، حسبما ورد في تقرير نشره موقع Live Science.
اقرأ ايضا:7 علامات خطيرة لا تتجاهلها.. أسباب وأعراض سرطان الرئة وطرق الوقاية والتشخيص المبكر (تفاصيل)
الأمراض التي تنتقل عبر المياه
وتشمل قائمة الأمراض، التي يمكن أن تحملها المياه غير المعالجة، ما يلي:
1. الكوليرا
تحدث الإصابة بمرض الكوليرا عند العدوى ببكتيريا ضمة الكوليرا، ومن أعراضها الإسهال والقيء، ويمكن أن تؤدي بسرعة إلى الوفاة بسبب الجفاف والصدمة.
كانت الكوليرا سبباً رئيسياً للوفاة في لندن في القرن التاسع عشر، بسبب النمو السكاني السريع ونقص معالجة مياه الصرف الصحي، ونسبت النظرية السائدة آنذاك المرض إلى 'الملوثات'، من بينها الهواء الفاسد الذي يمكن أن ينقل العدوى.
ولكن عندما أعاد الطبيب جون سنو رسم خريطة للحالات في تفشي المرض في عام 1854، أظهرت الخريطة قاسماً مشتركاً بين المرضى، وهو على وجه التحديد المياه من مضخة شارع برود في منطقة سوهو. وأقنعت بياناته السلطات بإغلاق المضخة، وكسب سنو مكانة في التاريخ باعتباره رائد علم الأوبئة الحديث.
2. التهاب السحايا الأميبي الأولي
إن التهاب السحايا الأميبي الأولي PAM هو عدوى نادرة ولكنها مرعبة، ويحدث بسبب الأميبا 'نيجلرية دجاجية' Naegleria fowleri، التي تعيش في البحيرات العذبة والأنهار والينابيع الساخنة. تتكاثر الأميبا في درجات حرارة مياه لا تقل عن 30 درجة مئوية وتزدهر عند 35 إلى 45 درجة مئوية. لا تتسبب الأميبا عدوى كجزء من دورة حياتها؛ إنما الطريقة الوحيدة التي تسبب بها مشاكل هي إذا تم دفعها بالقوة إلى الدماغ عبر الأنف، كما قد يحدث عندما يقفز السباحون أو يغوصون في المياه الملوثة بالأميبا.
3. حمى القندس
يعاني المصاب بعدوى حمى القندس أو 'الجيارديا' لأسابيع من الغثيان والقيء والإسهال. تحدث الإصابة بالمرض بسبب كائن وحيد الخلية يطلق عليها 'الجيارديا الاثني عشرية'، والذي يلتصق بالجزء الداخلي من الأمعاء. يتكاثر عن طريق الدخول في مرحلة الكيس والخروج من الجسم في البراز. يمكن أن تعيش هذه الأكياس في الماء أو التربة لعدة أشهر. تنتقل العدوى عادة عندما يشرب الناس مياه ملوثة، على الرغم من أن الجيارديا يمكن أن تنتشر أيضًا بشكل مباشر من شخص لآخر أو من خلال الطعام الملوث.
4. أميبا الشوكمبية
تنتشر الأميبا الشوكمبية في كل المياه العذبة والبحار. في أغلب الأحيان، تسبب عدوى في العين تسمى التهاب القرنية Acanthamoeba، والتي يمكن علاجها. لكن يمكن أن تنتشر العدوى، في بعض الأحيان، إلى الجلد أو الأنسجة الأخرى. وإذا وصلت العدوى إلى المخ أو النخاع الشوكي، فإنها تُعرف باسم التهاب الدماغ الحبيبي الأميبي GAE، وهو مرض يؤدي إلى الوفاة في الكثير من الحالات. لا يوجد إرشادات محددة يمكن من خلالها تجنب الإصابة بالتهاب الدماغ الحبيبي الأميبي، ولكن يجب أن يوضع في الاعتبار أن هناك حالات مرتبطة بشطف الأنف لالتهاب الجيوب الأنفية بماء غير معقم أو مقطر. في كل هذه الحالات، كان لدى المرضى جهاز مناعي ضعيف.
5. حمى التيفوئيد
تعد حمى التيفوئيد واحدة من أكثر الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه خطورة، حيث تودي بحياة ما يقدر بنحو 110.000 شخص كل عام، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. يحدث المرض بسبب بكتيريا السالمونيلا المعوية التيفية، والتي تسبب الحمى وآلام البطن وأعراض الجهاز الهضمي مثل الإسهال والإمساك. في حين يمكن علاج المرض بالمضادات الحيوية، فإن هناك بعض السلالات المقاومة للمضادات الحيوية، مما يجعل العلاج معقدًا ومكلفًا. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن حوالي 1% إلى 4% من المصابين لا تظهر عليهم أعراض ولكنهم لا يزالون يفرزون البكتيريا في البول والبراز، مما يساهم في الانتشار الصامت للمرض..
6. التهاب اللفافة الناخر
تحدث الإصابة بالتهاب اللفافة الناخر، التي تلتهم لحم الإنسان، عند الغطس في بحيرة أو في المحيط. إن التهاب اللفافة الناخر هو مجموعة من الالتهابات التي تسببها مجموعة متنوعة من البكتيريا التي تهاجم الأنسجة الرخوة.
ويمكن أن تحدث هذه الالتهابات في أي وقت يحدث فيه تمزق في الجلد، بما يشمل حالات ما بعد العمليات الجراحية. في معظم الأحيان، يكون الجاني هو البكتيريا العنقودية الذهبية والعقدية، ولكن يمكن أن تتحول البكتيريا الأخرى إلى 'آكلة للحوم' أيضًا. في المياه العذبة، يمكن للبكتيريا من جنس 'إيروموناس' Aeromonas أن تسبب التهابات آكلة للحوم، وفي مياه المحيط، تعد بكتيريا 'فيبريو فالنيفيكاس' Vibrio vulnificus سببًا شائعًا.
وفقًا لما نشرته كلية الطب بجامعة إنديانا الأميركية، يعاني معظم الأشخاص الذين يصابون بالتهاب اللفافة الناخر من ضعف في جهاز المناعة بسبب حالات مثل مرض السكري. يوصي الأطباء بعدم الدخول إلى المسطحات المائية إذا كان الشخص مصاب بجرح مفتوح، وخاصة إذا كان يعاني من حالة تضعف استجابته المناعية.
7. مرض دودة غينيا
يمكن أن تحدث عدوى طفيلية مروعة بسبب دودة 'دراكونكولوس ميدينينسيس'. يؤثر هذا المرض في الغالب على أنغولا وتشاد وإثيوبيا ومالي والسودان، وهو مرض يصيب المناطق الريفية حيث يمكن أن يكون مصدر مياه الشرب من البرك أو مصادر المياه الراكدة الأخرى.
تطلق الدودة الطفيلية يرقاتها في الماء، حيث تستهلكها قشريات متناهية الصغر. إذا ابتلع شخص ما عن غير قصد بعضًا من هذه القشريات من خلال مياه الشرب، فإن الدودة ستتطور داخل جسم الإنسان؛ بعد حوالي عام، ستظهر بثرة على الجلد وتخرج دودة أنثى ناضجة، يصل طولها إلى متر واحد، ببطء وبشكل مؤلم. ويمكن أن يصاب الجرح العميق الذي تتركه الدودة بالعدوى بسهولة.
يوصي الخبراء بتجنب شرب الماء غير المصفى في إحدى الدول التي تنتشر فيها دودة غينيا (معظمها في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى). أما الخبر السار هو أن مرض دودة غينيا على وشك الاستئصال، وذلك بفضل أكثر من 40 عامًا من الجهود الدولية لتحسين الصرف الصحي للمياه وعلاج مرض دودة غينيا. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، كان هناك ما يقرب من 3.5 مليون حالة بشرية سنويًا في 20 دولة في منتصف الثمانينيات، في عام 2023، وفقًا لمركز كارتر، لا يوجد سوى 14 حالة فقط.