أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الرئيس الحالي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، أن السياسات العنصرية المدانة التي يسعى الاحتلال لفرضها في مدينة القدس ومحاولاته طمس هويتها العربية الإسلامية والمسيحية والمساس بالوضع القائم فيها أو تدنيس مقدساتها في سياق ما شهدناه مؤخرا من استفزازات، لن تحقق إلا مكاسب وهمية تجافي التاريخ والشرعية والديمغرافيا لترهن التعايش الذي ميز هذه المدينة على مدى قرون من الزمن وتقوض آفاق إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
وقال الرئيس الجزائري - في كلمته أمام مؤتمر دعم صمود القدس بالجامعة العربية والتي ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية رمطان لعمامرة - " إنه من هذا المنطلق، وإذ نعبر عن إدانتنا الشديدة ورفضنا المطلق لمحاولات الاحتلال الصهيوني المتكررة فرض سياسة الأمر الواقع التي تجاوزت الحاضر لتمتد إلى الماضي عبر تزوير الحقائق وتغيير المسميات، فإننا في الجزائر نجدد تمسكنا التام بدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف".
وثمن انعقاد هذا المؤتمر في سياق تفعيل أهم مخرجات القمة العربية المنعقدة بالجزائر نوفمبر من العام المنصرم تحت عنوان "لم الشمل"، مؤكدا أنه وبهذه الروح، أكدنا تمسكنا بمبادرة السلام العربية كأساس لحل الصراع العربي-الإسرائيلي وفق مبدأ "الأرض مقابل السلام"، وجددنا العزم على مواصلة وتكثيف جهودنا ومساعينا للدفاع عن القدس المحتلة في وجه القمع الصهيوني الممنهج الذي يستهدف المدينة وأهلها ومقدساتها.
وأضاف أنه في هذا السياق، تثمن الجزائر الخطوات الإيجابية التي تم تحقيقها مؤخرا على الصعيد الدبلوماسي، لا سيما اعتماد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لتفعيل دور محكمة العدل الدولية في تكريس حقوق الشعب الفلسطيني، وتدعو لمواصلة الجهود مثلما تم الاتفاق عليه في قمة الجزائر لاسيما لتبني ودعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وأضاف: "وعلى الصعيد السياسي، تواصل الجزائر بالتنسيق مع الجميع مساعيها الرامية للم الشمل وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار مسار المصالحة الذي كلل بتوقيع الأشقاء الفلسطينيين على "إعلان الجزائر" والتزامهم بالعمل على تجسيد الاستحقاقات المتضمنة فيه.. وقال: "قناعتنا تبقى راسخة أنه أمام التحديات الوجودية التي تواجهها القضية الفلسطينية اليوم، لابد من الإسراع في إعادة توحيد الصف الفلسطيني للتعبير بصوت واحد عن التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني الأبي وعن حقه الأكيد والراسخ في نيل حريته واستعادة سيادته".