أصبوحة 180 الإسم قد لا يكون غريب عليك فلربما سمعته أذنيك من أحد الأصدقاء أو قرأته في أحد المنشورات على الفيس بوك أو صادفت تقرير عنه من أحد المواقع الكبرى أو تناثر الحديث عنه في أحد البودكاست المشهورة، هذا الإسم المميز له الوقع الحسن على المئات بل الآلاف من القراء العرب من مختلف الدول حيث لا حدود فاصلة بل يجمعنا نظام واحد وهدف واحد وهو جعل القراءة جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، هل تعرف أهمية الهواء والماء في الحياة ؟ بالطبع هذا سؤال جنوني فمن يستطيع الاستغناء عنهم إلا إن كنت كائن فضائي فهذا أمر آخر، أصبوحة 180 ستجعل القراءة هي الماء والهواء في حياتك بمجموعة من الخطوات وفق نظام بسيط يجعلك تحرز تقدم كبير نحو تحقيق هذا الهدف، وستجد نفسك دون حتى أن تدري أصبح الأمر روتيني بل وتتسابق مع كبار القراء في إحراز الأهداف بقراءة أكبر عدد من الكتب بشكل شهري وأنت كنت من قبل لا تقرأ صفحة واحدة حتى !، دعونا نتعرف في السطور التالية على تجربتي الشخصية حول أصبوحة 180 عن قرب على موقعكم المفضل صحيفة السعودي اليوم.
أصبوحة 180
لأن القراءة ضرورة وليست هواية، الشعار الخاص بالمبادرة يشرح نفسه بنفسه، في الماضي كانت القراءة يصنفها البعض على أنها هواية من ضمن الهوايات مثل الرسم والشعر وغيرهم لكن ومع تسارع زمن المعلومات السنوات الأخيرة أصبحت القراءة هي جزء أساسي من حياة الإنسان وليست مجرد رفاهية أو خيار مطروح للمناقشة هل أقرأ أم لا !، بالطبع سنذكركم في البداية أن أول آية كريمة نزلت على سيد الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام هي بسم الله الرحمن الرحيم 'اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ' صدق الله العظيم، وهي الدلالة على أهمية القراءة وهذا أمر مفروغ منه ففي هذه الحياة إما أن تكون من فئة القراء وترتقي إلى سلم العلا والمجد أو أن تكون على الهامش أو كما نقول القاع وستجد الكثير حولك بالأسفل لكن غثاء لا قيمة لهم في المجتمع مع الآسف الشديد لكن دومًا هناك فرصة للرجوع، فلم يخلق الإنسان قارئًا لذلك تأتي مبادرة أصبوحة 180، ما هي هذه المبادرة ؟ هي بكل بساطة وفق التعريف الرسمي على موقع المبادرة 'المشروع الأكبر عربيًا لصناعة القراء عن طريق استثمار القراءة المنهجية ونواتجها لصناعة مجتمع واع قادر على الوصول للنهضة وتحقيق التنمية مستعينين بالتكنولوجيا الحديثة' ورؤية المشروع تتمثل في ' تمكين الأمة من صناعة مجتمع صاحب وعي وفكر قويم، يرتفع عنده التعليم الصفري لمرحلة تتعدى ما يضر الفرد الجهل به من الثقافة الجمعية الفكرية و التعاملية .' والفيديو التالي يشرح بكل بساطة المبادرة.
من هو صاحب مشروع أصبوحة 180 ؟
الدكتور أحمد علاء الشمري من مواليد بغداد عام 1992م، حامل لشهادة الماجستير في جراحة وأمراض اللثة و زراعة الأسنان والبكالوريوس في طب وجراحة الأسنان من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية وصاحب ومؤلف كتاب 'كن قائدًا ' وكتاب 'خلقٌ كخلقهم'.
أصبوحة 180
التجربة الشخصية حول أصبوحة 180
كل ما سردناه في السابق هو الجزء الأكاديمي كما نقول للمشروع، لكن تبقي التجربة هي خير إثبات على صحة ما تم سرده من سطور ومعلومات منمقة كما نقول، في البداية الشكر كل الشكر لصاحب المشروع الدكتور أحمد الشمري وكل فريق عمل المشروع من أصغر فرد إلى أعلى مستوى في الإدارة من بعد الدكتور، وأخصص بالشكر ثلاث أفراد كانوا خير سند في مساندتي في تجربتي في المشروع خلال الشهور الماضية وهم القائد ناصر القيسي أول قائد تابع معي عندما كنت قاريء في بداية المسيرة ومن ثم المشرفة صافي ليث المتميزة وبالأخير المراقب ورداني المبدع في إدارة الفرق، سأسرد لكم التفاصيل حول كل واحد منهم.
مرحلة السفير
في مرحلة القاريء تدخل دورة مصغرة لتتعرف على المشروع عن قرب والنظام لزرع بذرة القراءة فيك والتي ستقوم بتنميتها يوم تلو الآخر، بعد اجتيازي هذه الدورة بنجاح، تم ضمي إلى مجموعة تحت قائد مميز هو القائد ناصر القيسي، كان خير قائد ومعين وأخ، تابع معي عملية اختيار الكتب منذ البداية والقراءة بشكل أسبوعي، بالحديث عن القراءة، في نظام أصبوحة ليس مطلوب منك أن تكسر الألف ميل من أول خطوة، بل المطلوب كان بسيطًا 30 صفحة أسبوعًا، بمعدل دقائق بسيطة بالمقارنة مع ساعات الأسبوع الكثيرة أو بالأدق ساعات الأسبوع التي نضيعها على السوشيال ميديا دون فائدة تذكر، لذلك كانت المهمة بسيطة مع حماس البداية وبمتابعة قائد مميز حفظه الله من كل مكروه وسوء أستاذنا ناصر، قائد متميز كان السفراء معه يحرزون العلامات التامة في القراءة أسبوعًا، أتذكر أنه مرات قليلة جدًا جدًا جداً أن قام أحد بالتقصير في ورد القراءة، كان نعم القائد كما نقول، ما شاء الله عليه حفظه الله من كل سوء، تمر الأيام لينتقل الحماس إلى الرغبة في أن نصبح قائد قدوة مثل القائد ناصر، وهذا يتاح للسفراء بعد مدة من الزمن من الإلتزام في القراءة ويدخلون دورة القادة وننتقل سويًا إلى المرحلة الثانية.
مرحلة القائد
بعد إجتياز دورة القيادة بنجاح، أصبحت المسئولية أعلى، فلست مسئول فقط عن ورد القراءة الخاص بي بل أيضًا عن مجموعة من السفراء ومتابعة قراءتهم وكذلك تحفيزهم وبالطبع هناك هرم تسلسلي فعندما كنت سفيرًا كان هناك قائد يتابعني وعندما أصبحت قائد أصبح هناك مشرف أعلى يتابعني كذلك لضبط سير النظام بأفضل شكل، تعاقب في مسيرتي كقائد مشرفين هما المشرفة صافي ليث والمراقب ورداني، الفترة الأكبر كانت مع المشرفة صافي، هذه الفقرة سأخصصها عنها بالتحديد بالحديث، هي مشرفة خلوقة منضبطة مثقفة صبورة إلى أقصى حد ما شاء الله، بعض المواقف التي مررنا بها في إدارة السفراء تجعل أي شخص يترك الأمر بمرمته لكنها كانت تتمتع بالصبر الكافي لحل كل المشكلات، كانت تهتم بكل صغيرة وكبيرة وبالتحديد موعد نشر الأطروحات ! لحظة لقد نسيت أن أخبركم أنه لا يكفي فقط أن تقرأ 30 صفحة وتنام هنيئًا مريئًا بل كل سفير عليه أن يثبت مستوى قراءته الأسبوعي بقراءة أقل عدد من الصفحات 30 صفحة ثم كتابة ملخص أو ما استفاده من هذه الصفحات في 7 سطور على الأقل، بالرجوع إلى مشرفتنا المتميزة، هذه الفقرة أحب أن أوجه لها الشكر على صبرها على المشاكل التي كان يعاني منها السفراء في مجموعتي، وعلى ذكاءها صراحة في حل كل المشاكل وعلى رغبتها في نجاح المجموعة على الدوام، بالرغم من أنني كنت في بعض الأحيان يحدث مشاكل كثيرة بسببي في الإدارة أو تأخر في المهام أو غير ذلك إلا أنها كانت صبورة ومتفهمة وهذا لم ولن أجده في مشرفة بل وأتوقع لها النجاح على المستوى الشخصي والعملي بإذن الله، بل وأرى أن لها الأثر الأكبر في كون فترة بقائي في المشروع فترة أطول مع ضغوطات العمل اليومي، لذلك أرى أن النجاح الكبير للمجموعة بعد توفيق الله عز وجل يرجع إلى المشرفة صافي ومن بعدها الأخ الأكبر الذي ترك بصمة مميزة هو المراقب ورداني، المراقب ورداني هو من خيرة الرجال صراحة ولن أستطيع أن أوفى الحديث عنه ولو كتبت مجلدات، فهو صاحب الخبرة الطويلة في الحياة والإدارة المتميزة ونموذج الرجل الطيب الخلوق حفظه الله من كل مكروه وسوء، بالطبع مر علي بعض المشرفين المؤقتين لبضع أسابيع أوجه لهم الشكر كذلك على مجهودكم، جعله الله في ميزان حسناتكم جميعًا يا رب.
ملخص مشروع أصبوحة 180
30 صفحة كل أسبوع وكتابة أطروحة حول ما قرأت في 7 سطور كحد أدني + قراءة منشور أعرف مشروعك = علامة تامة
بالطبع هناك منشور أعرف مشروعك وهو منشور للتعريف عن أنشطة المشروع لابد من كل سفير من قراءته، ليحصل على العلامة التامة.
حاولت التركيز قليلًا على التجربة الشخصية حول المشروع وأقل حول التفاصيل الإدارية فيه ولكن لنا بكل تأكيد تقارير جديدة للحديث حولها بإذن الله.