قرر مجلس البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت رفع سعر الفائدة الرئيس في منطقة اليورو بمقدار 50 نقطة أساس ليصل إلى 3.5 في المائة.
وهذا هو الرفع السادس على التوالي لسعر الفائدة في منطقة اليورو لمواجهة التضخم الذي لا يزال مرتفعا.
وبحسب 'الألمانية' توقع الخبراء الاقتصاديون تمسك البنك المركزي الأوروبي بالرفع القوي لسعر الفائدة الذي كان قد أعلن عنه، رغم حالة عدم اليقين التي سادت القطاع المصرفي بعد انهيار عدة بنوك صغيرة في الولايات المتحدة ورغم المخاوف على مصرف 'كريدي سويس' السويسري.
وأكد البنك المركزي الأوروبي أن 'القطاع المصرفي في منطقة اليورو قادر على الصمود، وضع رأس المال والسيولة مستقر'.
الرفع الجديد لمعدلات الفائدة لمحاربة التضخم
ويختبر شبح أزمة مصرفية كبرى تصميم البنك المركزي الأوروبي بشأن الرفع الجديد لمعدلات الفائدة لمحاربة التضخم، لكنه في المقابل عازم على توخى الحذر.
وبعد إفلاس بنك سيليكون فالي في الولايات المتحدة، هل ستؤدي المخاوف بشأن مصرف كريدي سويس إلى إعادة خلط الأوراق بالنسبة إلى أوصياء اليورو؟
وتعد مؤسسة فرانكفورت أول بنك مركزي رئيس يصدر قرارا نقديا بعد منذ انهيار بنك سيليكون فالي ومصرفين أمريكيين إقليميين آخرين، ما أثار مخاوف من تكرار الأزمة المالية لعام 2008.
وواجه العملاق السويسري 'كريدي سويس' أسوأ جلسة في تاريخه في البورصة بعد حالة من الهلع إثر تصريحات أكبر مساهميه. وسجل سهم المصرف أدنى مستوى تاريخي له عند 1.55 فرنك سويسري.
العملاق السويسري "كريدي سويس"
وفي سياق لم يتصوره عقد البنك المركزي الأوروبي اجتماعه الخاص بالسياسة النقدية بهدف التصدي للتضخم المستمر دون أن يزعزع أكثر استقرار الأسواق المالية.
سعى المشرفون الأمريكيون إلى طمأنة المستثمرين من خلال ضمان وصول العملاء إلى أموالهم المودعة في المصرف الذي يتخذ من كاليفورنيا مقرا له؛ وكثفت السلطات والقادة على جانبي الأطلسي التصريحات التي قللت من مخاطر انتقال العدوى إلى باقي القطاع المصرفي والاقتصاد.
وأعلن بنك كريدي سويس أنه سيطلب من البنك المركزي السويسري اقتراض ما يصل إلى 50 مليار فرنك سويسري '50.7 مليار يورو'؛ فيما أعلن المركزي الأوروبي زيادة قدرها 50 نقطة هي الثالثة على التوالي بهذا الحجم، بما أن البنك المركزي الأوروبي نفسه أعلن ذلك الشهر الماضي. لكن السيناريو المتمثل في زيادة تقدر بربع نقطة لم يعد مستبعدا من قبل الأسواق.
هذا سيهمك : مواعيد عمل مصرف الراجحي في شهر رمضان المبارك 1444هـ لجميع العملاء
بدأ البنك المركزي الأوروبي في (يوليو) دورة غير مسبوقة لرفع أسعار الفائدة؛ فيما طبقت جميع البنوك المركزية الرئيسة التشدد النقدي لزيادة تكلفة الائتمان وإبطاء ارتفاع الأسعار، أسهم أيضا في إضعاف المصارف التجارية.
توقعات التضخم والنمو الجديدة
وبحسب مصرف 'آي أن جي' فإن 'الحكمة تملي علينا أخذ قسط من الراحة (في التشدد النقدي) وأن تستأنف الزيادات لاحقا، لكن البنك المركزي الأوروبي قد يعد مصداقيته في مكافحة التضخم التي تأثرت أصلا، ستتضرر أكثر'.
كما ستساعد توقعات التضخم والنمو الجديدة التي نشرتها المؤسسة النقدية أمس، على إعادة تقييم الوضع، لكن سيتعين على كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي أن تختار كلماتها بعناية في تصريحاتها، لكيلا تؤجج العاصفة في الأسواق المالية.