تبرز منطقة القصيم كإحدى أهم المناطق الرائدة في الاستزراع السمكي في المملكة العربية السعودية، بفضل مواردها الطبيعية وبيئتها الملائمة، ما جعلها تسهم بنحو ثلث إنتاج الاستزراع المائي الداخلي، بحسب ما أفادت به الجمعية السعودية للاستزراع المائي في تقاريرها الأخيرة.
البلطي يهيمن على الإنتاج السمكي في القصيم
وتُعد أسماك البلطي من الأنواع الرئيسية التي يتم استزراعها في القصيم، إذ تمثل ما يقارب 95% من إجمالي الإنتاج السمكي في المنطقة. كما تشمل الأنواع الأخرى أسماك الكارب والمبروك والحفش، إضافة إلى أسماك الزينة، التي يتم تسويقها داخل المملكة وتصديرها إلى دول الخليج العربي وأوروبا.
بيئة مناسبة وتقنيات متقدمة لدعم النمو
الاعتماد على المياه الجوفية في تغذية برك الأسماك أسهم في تعزيز استدامة القطاع، مع الاستفادة من المياه المستخدمة في ري المزروعات مثل النخيل والخضروات، مما يوفر سمادًا طبيعيًا غنيًا بالعناصر المغذية. ويستخدم العديد من مزارعي المنطقة تقنيات حديثة، مثل نظام إعادة تدوير المياه (RAS)، لتحقيق إنتاجية عالية وتوفير استهلاك المياه، وهو ما أشار إليه المهتم بالاستزراع السمكي يوسف المناور، الذي أكد على النجاح المتزايد للمشاريع السمكية في المنطقة.
من منتج غير معروف إلى طلب متزايد
وأوضح أحد العاملين في محال بيع الأسماك، أن أسماك البلطي لم تكن تحظى بشعبية في السوق المحلي في السابق، لكنها اليوم أصبحت مطلوبة بشدة نظرًا لجودتها العالية وسعرها المناسب، ما يعكس نجاح جهود الاستزراع السمكي في المنطقة، وتحولها إلى رافد اقتصادي مهم للمزارعين.
نمو متسارع لقطاع الاستزراع السمكي في المملكة
شهدت المملكة تطورًا كبيرًا في إنتاجها السمكي خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفع حجم الإنتاج من 32 ألف طن في 2016 إلى أكثر من 119 ألف طن في عام 2022، وفقًا للجمعية السعودية للاستزراع المائي، في ظل جهود متواصلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة 59%، وتلبية معدل استهلاك الفرد من المنتجات البحرية.
رؤية 2030: نحو إنتاج 600 ألف طن سنويًا
وتتطلع المملكة من خلال استراتيجيتها الوطنية للاستزراع المائي إلى رفع حجم الإنتاج ليصل إلى أكثر من 600 ألف طن بحلول عام 2030، عبر تطوير تقنيات الزراعة السمكية الحديثة، بالتعاون مع شركاء مثل وزارة البيئة والمياه والزراعة، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، والجمعية السعودية للاستزراع المائي.
