استعرضت المملكة العربية السعودية و المملكة المتحدة خططهما الرامية إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية و الاستثمارية بينهما خلال اجتماع رفيع المستوى في العاصمة الرياض، حيث حضر اللقاء دولة رئيس وزراء المملكة المتحدة، السيد كير ستارمر، و معالي وزير الاستثمار السعودي، المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، و صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، سفير المملكة العربية السعودية لدى المملكة المتحدة، و معالي وزير التجارة الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، بالإضافة إلى نخبة من المسؤولين التنفيذيين في القطاع الخاص من كلا البلدين.
بحث الفرص الاقتصادية في مجالات متعددة
ناقش الاجتماع الفرص الثنائية في عدة مجالات اقتصادية استراتيجية، أبرزها الخدمات المالية، الطاقة النظيفة، الرعاية الصحية، الابتكار، التعليم، و المشاريع الكبرى، التي تتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 لتنويع الاقتصاد وتمكين القطاعات الاستثمارية الواعدة.
كما تم تسليط الضوء على القطاعات الرئيسية المستهدفة للارتقاء بالاستثمارات، مثل التمويل المستدام الذي يشمل التمويل العابر للحدود، وتحسين الوصول إلى أسواق رأس المال. ومنذ عام 2022، جمعت جهات إصدار السندات السعودية أكثر من 268.7 مليار ريال في لندن، نصفها موجه نحو التمويل الأخضر، الاجتماعي، و المستدام.
الطاقة والحياد الكربوني: مشاريع مشتركة
استكشف الطرفان الفرص المتاحة في مجال الطاقة، ودفع عجلة الجهود المشتركة نحو الحياد الكربوني. أبرز المشاريع في هذا المجال هو مشروع شركة الفنار للوقود الأخضر في المملكة المتحدة، والذي سيصبح أكبر مشروع لوقود الطيران المستدام في أوروبا.
الرعاية الصحية والتعليم: آفاق جديدة للتعاون
على صعيد الرعاية الصحية، بحث الاجتماع آفاق الدراسات المشتركة و الاستثمارات بين البلدين، بالإضافة إلى دور الشركات البريطانية في مشروع السعودية لإنشاء 4 آلاف عيادة صحة أولية جديدة. كما تناول الاجتماع موضوع التبادل الأكاديمي الذي يمثل مجالًا رئيسيًا للاستثمار، حيث توجد حالياً 7 مدارس بريطانية في الرياض، مع خطط لزيادة هذا العدد إلى 10 مدارس. كما يدرس 14 ألف طالب سعودي في بريطانيا.
التعاون في الابتكار والتكنولوجيا
تعزز السعودية و بريطانيا التعاون في مجال التكنولوجيا والابتكار من خلال عدة مبادرات مثل مركز التقنية السعودي البريطاني، الذي تأسس في 2022. توفر المشاريع العملاقة السعودية فرصًا للمستثمرين العالميين للمشاركة في الابتكارات المتطورة، ومنها مشروع نيوم الذي افتتح أول مكتب دولي له في بريطانيا العام الماضي.
تبادل تجاري قياسي وفرص مستقبلية
حقق حجم التبادل التجاري بين البلدين رقمًا قياسيًا بلغ 78.9 مليار ريال خلال عام 2023. ومن المنتظر أن تسهم اتفاقية التجارة الحرة الشاملة المزمع إبرامها بين المملكة المتحدة ومجلس التعاون لدول الخليج العربي في تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.
الاستثمارات السعودية والبريطانية
يُذكر أن إجمالي الاستثمارات السعودية في بريطانيا بلغ 40 مليار ريال حتى عام 2022، بينما بلغت الاستثمارات الأجنبية البريطانية المباشرة في المملكة 18 مليار ريال حتى عام 2023. كما دشّنت أكثر من 60 شركة بريطانية مقرات إقليمية لها في المملكة، ويشارك حوالي 30 ألف موظف بريطاني في قوى العمل السعودية.