في خطوة نوعية تُبرز التزامها بحماية الموارد الطبيعية، أطلقت محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية أول قاربين للدوريات البحرية تحت اسم 'من وحي طبيعتنا 1 و2'، ويُمثل هذا الإجراء مرحلة محورية في إطار برنامج شامل يهدف إلى استعادة الأنظمة البيئية البحرية ومراقبة الامتثال البيئي، في منطقة تُعد واحدة من أغنى مناطق التنوع الحيوي في المملكة.
منطقة بحرية استثنائية
تمتد المنطقة البحرية التابعة للمحمية على مساحة 3,856 كيلومترًا مربعًا، ما يعادل 1.8% من مساحة المياه الإقليمية للمملكة، وتحتضن هذه المنطقة 64% من أنواع الشعاب المرجانية في المملكة و22% من أنواع الأسماك، إضافةً إلى كونها موطنًا لأنواع مهددة بالانقراض، مثل السلاحف صقرية المنقار والسلاحف الخضراء والدلافين الدوارة والأطوم وأسماك القرش الحوتي.
إلى جانب تنوعها البيئي الفريد، تُشرف المحمية على أطول خط ساحلي في المملكة تديره جهة واحدة، ويمتد بطول 170 كيلومترًا.
قوارب صديقة للبيئة
تم تصميم القاربين الجديدين للعمل بكفاءة عالية في كل من المياه العميقة والمناطق الساحلية الضحلة. وهما مزودان بمحركات تصنيف 'كارب ستار'، التي تتميز بقدرتها على تقليل الانبعاثات الكربونية واستهلاك الوقود.
وقال أندرو زالوميس، الرئيس التنفيذي للمحمية، إن إطلاق هذه القوارب يُعزز قدرات البحث والمراقبة، ويُعد جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية متكاملة تهدف لحماية النظم البيئية البحرية والبرية.'
شراكات استراتيجية وتدريبات متقدمة
بالتعاون مع قوات حرس الحدود، سيتولى فريق من مفتشي البيئة القيام بدوريات منتظمة على امتداد الساحل الشمالي الغربي. وقد خضع الفريق لتدريبات متقدمة، شملت دورة مكثفة للبحث والإنقاذ البحري استمرت ستة أسابيع.
كما يعمل الفريق بشكل وثيق مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية وإدارة الثروة السمكية ضمن جهود حماية البيئة البحرية ومواجهة الكوارث مثل تسربات النفط والمواد الكيميائية.
تغيير في الوعي البيئى
كشف مشاري مرزوق، أحد المفتشين البيئيين، عن التغيير الذي طرأ على نظرته تجاه البيئة منذ انضمامه إلى المحمية عام 2021.
'كنت أمارس الصيد دون وعي بالأضرار التي تُلحقها بعض الممارسات بالشعاب المرجانية والأنواع البحرية. اليوم، أدرك تمامًا أهمية حماية هذا النظام الحيوي الفريد، وأعمل جاهداً للحفاظ عليه'.
حماية الأنواع المهددة: دور ريادي للمحمية
تدشين قوارب جديدةتدشين قوارب جديدةتدشين قوارب جديدة
تشمل جهود المحمية حماية مواقع تعشيش السلاحف المهددة بالانقراض، مثل السلحفاة صقرية المنقار والسلحفاة الخضراء، من خلال إنشاء أقفاص خاصة لحماية بيوضها. كما تُدعم مروج الأعشاب البحرية، التي تُعد مناطق غذاء للسلاحف والأطوم، لضمان استدامة التنوع البيئي.
محمية عالمية بمواصفات استثنائية
تُعد محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية واحدة من ثماني محميات ملكية في المملكة، وتمتد على مساحة **24,500 كيلومتر مربع تربط بين المشاريع الوطنية الكبرى مثل نيوم، والبحر الأحمر، والعُلا.
وتحتضن المحمية 15 نظامًا بيئيًا مختلفًا، مما يجعلها موطنًا لأكثر من 50% من الأنواع البيئية في المملكة، وتشمل برامجها الطموحة إعادة توطين 23 نوعًا من الأنواع الأصلية مثل النمر العربي والمها العربي، ضمن استراتيجية تعكس التزام المملكة بحماية تنوعها الحيوي.