شهدت الحدود العراقية السورية مؤخرًا واقعة غير مسبوقة، حيث فر مئات من الجنود السوريين إلى العراق بعد انسحابهم من جبهات القتال في سوريا، وتحديدا من المعارك بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة. دخولهم إلى الأراضي العراقية جاء عبر معبر القائم-ألبوكمال، حيث سلموا أنفسهم مع أسلحتهم إلى القوات العراقية في خطوة أثارت تساؤلات عديدة حول دلالات هذا الانسحاب الجماعي.
تفاصيل الحادثة: انتقال الجنود عبر الحدود
وفقًا لمصادر أمنية من محافظة الأنبار غربي العراق، تم توثيق دخول المئات من الجنود السوريين إلى العراق بعد فرارهم من معارك ضارية ضد فصائل المعارضة السورية. وفقًا للمصدر، تم نقل العديد منهم إلى مستشفى محلي لتلقي العلاج إثر إصابتهم في المواجهات.
الحرس الجمهوري السوري وتسليم الأسلحة
تضمنت عملية الفرار جنودًا من قوات الحرس الجمهوري السوري، أحد أقوى التشكيلات العسكرية التابعة للنظام السوري. ووفقًا للمصادر، سلم هؤلاء الجنود أسلحتهم ومعداتهم إلى القوات العراقية قبل دخولهم الأراضي العراقية. خطوة تسليم الأسلحة أكدت حالة الارتباك والضغوط التي تعرض لها هؤلاء الجنود في ظل المعارك المستمرة في سوريا.
— حمزة (@hamza7674522671) December 7, 2024
الأعداد الدقيقة للجنود السوريين وموافقة السلطات العراقية
قال مسؤول أمني عراقي إن عدد الجنود الذين عبروا إلى العراق تجاوز الألفي جندي وضابط. وكشف المسؤول عن أن دخول هؤلاء الجنود إلى العراق تم بناءً على اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بالإضافة إلى تنسيق مسبق مع الحكومة العراقية. وأشار المسؤول إلى أن القائد العام للقوات المسلحة العراقية، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قد وافق على هذا الإجراء، مما يعكس التنسيق العسكري المشترك بين الأطراف المعنية.
دلالات الحدث على الأوضاع الإقليمية
يمثل هذا الحادث نقطة تحول في العلاقة بين سوريا والعراق في ظل الوضع الراهن في المنطقة، كما يعكس التطورات العسكرية السريعة على الجبهات السورية. في الوقت ذاته، يسلط الضوء على الدور المتزايد لقوات سوريا الديمقراطية في عمليات التنسيق العسكري بين العراق وسوريا.