بفضل تقنية جراحية جديدة تستخدم نسخة رقمية ثلاثية الأبعاد، بات من الممكن للمرضى الذين يعانون من ضعف النظر أن يحصلوا على “رؤية خارقة”، عبر تصحيح دقيق للنظر يتناسب مع احتياجات كل مريض.
تم إجراء هذه العملية لأول مرة في المملكة المتحدة، مما يفتح آفاقاً جديدة لآلاف المرضى. ووفقاً لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، استغرق تطوير هذه التقنية نحو 20 عاماً، وهي تُمثل نقلة كبيرة في مجال جراحات العيون.
جراحات تصحيح النظر
تصميم نسخة رقمية ثلاثية الأبعاد للعين
تعتمد التقنية الجديدة على إنشاء نسخة رقمية افتراضية ثلاثية الأبعاد، تُعرف باسم “آي فاتار” (Eyevatar)، تحاكي العين الحقيقية للمريض. يستخدم الأطباء هذه النسخة لاختبار وتحديد العدسة المناسبة قبل بدء العملية، مما يتيح لهم التأكد من دقة التصحيح المطلوب وتحقيق أفضل النتائج الممكنة. يسمح هذا النموذج الرقمي للأطباء بتجربة العملية افتراضياً، مما يرفع نسبة نجاحها.
نتائج ممتازة ودقة رؤية عالية
تتيح هذه التقنية استعادة النظر بمعدل 20/20، وفي بعض الحالات، توفر رؤية “فوق طبيعية” تتجاوز المعدلات العادية. ووفقاً للتجارب الأولية، حقق حوالي 50% من المرضى الذين خضعوا لهذه العملية نسبة رؤية وصلت إلى 20/12.5، مما يعني قدرتهم على رؤية أشياء بوضوح على مسافة تزيد عن 6 أمتار، بينما يمكن للشخص العادي رؤيتها بوضوح على مسافة 3.8 أمتار فقط. وسجل حوالي 8% من المرضى رؤية بمعدل 20/10، وهي نسبة نادرة تحقيقها طبيعياً.
تحسين الرؤية الليلية
أحد أبرز مميزات هذه التقنية هو قدرتها على تعزيز الرؤية الليلية، وهو ما لم تحققه عمليات تصحيح النظر بالليزر التقليدية. تشير النتائج المخبرية إلى أن هذه التقنية تعزز الرؤية في ظروف الإضاءة المنخفضة، مما يساهم في تحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون من ضعف في الرؤية الليلية.
جراحات تصحيح النظر
نجاح التجارب الأولية وتوقعات إيجابية
أجرى الطبيب ديفيد ألامبي العملية على ستة مرضى كتجربة أولية، وجاءت النتائج إيجابية للغاية. من بين المرضى، كانت مديرة الاتصالات ريبيكا هاكورث (50 عاماً)، والتي احتاجت نظارات للقراءة بسبب ضعف في عينها اليمنى. بعد العملية، حققت نتائج جيدة في عينها اليمنى بينما تُركت عينها اليسرى دون تصحيح لتقييم مدى الاختلاف في الرؤية.
تكاليف العملية والتطلعات المستقبلية
تبلغ تكلفة هذه العملية حالياً حوالي 8250 دولاراً، وتوفر نتائج دقيقة وتطويراً فائقاً في مجال تصحيح النظر. يتوقع الأطباء أن تشهد التقنية إقبالاً واسعاً في المستقبل، خاصةً مع تحسينها لجودة الرؤية الليلية وإمكانية تحقيق رؤية مثالية أو شبه مثالية.